اخبار العرب من المحيط للخليج

أبحر اليوم من مدينة برشلونة الإسبانية ما يعرف بـ”أسطول الصمود العالمي”، وهو مبادرة إنسانية تضم عددًا من النشطاء الدوليين وتحمل مساعدات موجهة إلى سكان قطاع غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات طويلة. هذه الرحلة تأتي لتعيد إلى الأذهان المحاولات السابقة التي خاضتها أساطيل مشابهة، كان أبرزها أسطول الحرية عام 2010، والذي واجه اعتراضًا عنيفًا من البحرية الإسرائيلية.
الأسطول الحالي لا يقتصر على كونه وسيلة لنقل مساعدات إنسانية، بل يمثل كذلك رسالة سياسية وأخلاقية إلى المجتمع الدولي. فمشاركة ناشطين من جنسيات مختلفة يعكس إجماعًا متزايدًا على أن الحصار المستمر على غزة لم يعد مقبولًا، وأن على العالم التحرك لكسره. ويؤكد المنظمون أن رحلتهم ليست مواجهة عسكرية، وإنما فعل رمزي يهدف إلى تسليط الضوء على معاناة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في ظروف إنسانية صعبة.
التحركات المرافقة لانطلاق الأسطول لاقت اهتمامًا إعلاميًا كبيرًا في إسبانيا وخارجها، حيث توافد العشرات إلى الميناء لوداع المشاركين والتعبير عن تضامنهم. ورفع الناشطون لافتات تدعو إلى الحرية لفلسطين، مرددين شعارات تندد بالحصار وتدعو إلى إنهائه فورًا.
من جهة أخرى، أثارت هذه المبادرة ردود فعل متباينة داخل إسرائيل، إذ اعتبرتها الحكومة “استفزازًا مقصودًا” يستهدف التشهير بها على الساحة الدولية. وحذرت البحرية الإسرائيلية مسبقًا من أنها ستمنع وصول السفن إلى شواطئ غزة، وهو ما يزيد احتمالات المواجهة المباشرة كما حدث في محاولات سابقة.
رغم ذلك، يبدو أن المنظمين مصممون على الاستمرار حتى النهاية. فقد أعلنوا أنهم مستعدون لمواجهة أي عقبات قانونية أو عسكرية قد تفرضها إسرائيل، مشددين على أن التاريخ سيذكر أن هناك من تجرأ على الوقوف في وجه حصار غير قانوني.
ويطرح المراقبون تساؤلات حول مدى قدرة هذا الأسطول على إحداث تغيير حقيقي في معادلة الحصار، أم أن دوره سيظل رمزيًا وإعلاميًا بالدرجة الأولى. غير أن المؤكد أن هذه المبادرة ستعيد النقاش الدولي حول شرعية الحصار وضرورة إنهائه، وهو ما قد يضع المزيد من الضغوط على إسرائيل في المرحلة المقبلة.