اخبار العرب من المحيط للخليج

كشفت نتائج استطلاع جديد أجراه معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل عن تراجع حاد وغير مسبوق في مستويات الثقة التي يُبديها المواطنون الإسرائيليون تجاه مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الحكومة والجيش، حيث أظهرت الأرقام والمؤشرات أن جزءًا كبيرًا من الإسرائيليين باتوا يشعرون بحالة من الإحباط والخذلان نتيجة لما يعتبرونه فشلًا ذريعًا في إدارة شؤون الدولة والتعامل مع الأزمات التي تمر بها البلاد، لا سيما بعد اندلاع الحرب الأخيرة وما رافقها من تخبطات أمنية وعسكرية وسياسية.

الاستطلاع أشار إلى أن الثقة بالحكومة قد وصلت إلى مستويات متدنية للغاية، تعكس غضبًا شعبيًا واسعًا وشعورًا عامًّا بأن القيادة السياسية لا تضع المصلحة العامة في مقدمة أولوياتها، بل تتصرف وفق اعتبارات شخصية وحزبية ضيقة، وهو ما خلق فجوة كبيرة بين المواطنين وصناع القرار. أما على صعيد المؤسسة العسكرية، التي كانت تاريخيًا تُعد أحد أكثر مؤسسات الدولة احترامًا وتقديرًا في الوعي الإسرائيلي، فقد شهدت أيضًا تراجعًا في مكانتها وصورتها، إذ عبر كثير من المستطلعين عن خيبة أملهم في أداء الجيش، خاصة في ما يتعلق بإدارته للأوضاع الأمنية في الجبهات المختلفة وعجزه عن توفير الحماية الكاملة للداخل الإسرائيلي.

ووفقًا للمعطيات، فإن هذا التراجع الحاد في الثقة لا يتعلق فقط بالقيادات الحالية، بل يعكس أزمة ثقة أعمق تشمل المنظومة بأكملها، سواء في السياسات الأمنية أو القرارات السياسية أو حتى في قدرة المؤسسات الإسرائيلية على التواصل مع المواطنين وفهم احتياجاتهم وتطلعاتهم. ويأتي هذا الاستياء في ظل تصاعد الأزمات الداخلية، من انقسامات سياسية حادة، وتظاهرات شعبية متواصلة، بالإضافة إلى تعقيدات الوضع الأمني الذي لا يبدو أن له حلًا في الأفق القريب، وهو ما جعل الكثير من الإسرائيليين يشعرون بأن بلادهم تمر بمرحلة غير مسبوقة من الضعف وعدم الاستقرار.

وتجدر الإشارة إلى أن نتائج هذا الاستطلاع تمثل مؤشرًا بالغ الأهمية على مدى التحول الذي طرأ على المزاج العام في إسرائيل، وتحمل في طياتها دلالات عميقة بشأن الشرخ المتزايد بين المواطن والدولة، الأمر الذي من شأنه أن يلقي بظلاله على مستقبل الحياة السياسية والأمنية في البلاد، وربما يؤدي إلى تغيرات جذرية في شكل الحكم أو توجهات المجتمع الإسرائيلي في المرحلة المقبلة.