اخبار العرب من المحيط للخليج

في أحدث التقارير الصادرة عن منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، جاء تحذير صادم يؤكد أن نحو مليون امرأة وفتاة في قطاع غزة يواجهن خطر المجاعة بشكل مباشر، في ظل الظروف الكارثية التي يمر بها القطاع نتيجة الحرب المستمرة والحصار الخانق المفروض عليه منذ شهور. ويُعد هذا الرقم دليلاً على تفاقم الكارثة الإنسانية التي تضرب النسيج المجتمعي في غزة، حيث النساء والفتيات هنّ الأكثر تضررًا من غياب الغذاء والرعاية الصحية والمياه النظيفة.

التقرير يأتي بالتزامن مع إعلان برنامج الأغذية العالمي عن عجزه الكامل في إدخال الكميات المطلوبة من المساعدات إلى داخل القطاع، بسبب القيود المفروضة على المعابر والعمليات اللوجستية المعقدة التي تفرضها سلطات الاحتلال. وقد أشار البرنامج إلى أن الوضع يخرج عن السيطرة يومًا بعد يوم، وأن الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات باتوا عرضة لخطر الموت بسبب الجوع وسوء التغذية.

وفي ظل هذا الواقع، أصبحت النساء في غزة يواجهن معاناة مضاعفة؛ فمن جهة، يقمن بدورهن في رعاية أسرهن وسط دمار شامل وظروف معيشية معدومة، ومن جهة أخرى، يجدن أنفسهن في مقدمة من يتأثرون بتبعات نقص الغذاء، حيث يضطر العديد منهن لتقليل وجباتهن أو الامتناع عن الأكل من أجل إطعام أطفالهن.

وتؤكد المنظمات الأممية أن هناك حاجة ماسة إلى تدخل فوري وسريع من المجتمع الدولي، ليس فقط لإيصال المساعدات، بل لضمان حماية المدنيين وإنهاء العراقيل السياسية والعسكرية التي تعيق تدفق المواد الإنسانية. كما شددت على أن استمرار الوضع الحالي يشكل وصمة عار في جبين العالم، ويكشف عن انهيار فادح في الالتزام بالمبادئ الإنسانية الأساسية.

هذه التحذيرات تنضم إلى سلسلة من التقارير الدولية التي دقت ناقوس الخطر مرارًا، إلا أن استجابة المجتمع الدولي ما تزال بطيئة وغير كافية، بينما يتصاعد الخطر على حياة ما يقارب مليوني إنسان داخل غزة، يرزحون تحت وطأة المجاعة والمرض واليأس.