اخبار العرب من المحيط للخليج

كشفت شهادات حصلت عليها وكالة أسوشيتد برس عن تورط متعاقدين أميركيين يعملون في قطاع غزة في عمليات استهداف للمجوعين الذين يتجمعون بالقرب من مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، مما أثار جدلاً واسعاً حول مدى كفاءة هؤلاء المتعاقدين ومدى التزامهم بالقواعد المهنية والأخلاقية في أداء مهامهم. وتبرز هذه التحقيقات وجود تراخيص مفتوحة تسمح لهؤلاء المتعاقدين بالعمل دون رقابة صارمة أو متطلبات خبرة مهنية كافية، مما يعكس قصوراً في آليات الإشراف والتدريب التي من المفترض أن تضمن سلامة وفعالية عمليات توزيع المساعدات في مناطق الأزمات.

تشير الشهادات إلى أن بعض المتعاقدين الأميركيين لم يمتلكوا الخبرة الكافية للتعامل مع الظروف المعقدة في قطاع غزة، حيث تتطلب عمليات توزيع المساعدات مهارات عالية في التنسيق مع الجهات المحلية والدولية، وفهم دقيق للبيئة الأمنية والإنسانية المحيطة. وقد أدى هذا النقص في الخبرة إلى وقوع حوادث استهداف للمحتاجين الذين يتجمعون حول مراكز التوزيع، مما زاد من معاناتهم وأدى إلى سقوط ضحايا بين المدنيين الذين يعتمدون على هذه المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

ويأتي هذا الكشف في وقت تشهد فيه غزة أزمة إنسانية حادة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية والخدمات الأساسية بسبب الحصار المستمر والاشتباكات المتكررة. وتلعب مراكز توزيع المساعدات دوراً حيوياً في توفير الدعم العاجل للمحتاجين، مما يجعل سلامة هذه المواقع وحماية المستفيدين منها أمراً بالغ الأهمية. إلا أن وجود متعاقدين غير مؤهلين أو غير مدربين بشكل كافٍ يهدد فعالية هذه الجهود ويعرض حياة المدنيين للخطر.

كما تشير التحقيقات إلى وجود تراخيص مفتوحة تمنح للمتعاقدين دون مراجعة دقيقة لمؤهلاتهم أو خبراتهم، مما يفتح الباب أمام العمل غير المهني ويزيد من احتمالات وقوع أخطاء قاتلة أثناء عمليات التوزيع. ويطرح هذا الأمر تساؤلات حول السياسات والإجراءات المتبعة في اختيار وتدريب هؤلاء المتعاقدين، ومدى التزام الجهات المعنية بضمان أعلى معايير السلامة والكفاءة في تنفيذ البرامج الإنسانية.

وتؤكد هذه الشهادات على الحاجة الملحة لإصلاح آليات العمل في قطاع المساعدات الإنسانية في غزة، من خلال وضع معايير صارمة لاختيار المتعاقدين وتوفير التدريب اللازم لهم، بالإضافة إلى تعزيز الرقابة والمساءلة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تضر بالسكان المدنيين وتقلل من مصداقية جهود الإغاثة الدولية.

في ظل هذه الظروف، يدعو العديد من المراقبين والمنظمات الحقوقية إلى إعادة تقييم دور المتعاقدين الأميركيين وغيرهم في قطاع غزة، والعمل على تحسين جودة الخدمات المقدمة، وحماية المدنيين من أي أضرار جانبية قد تنتج عن سوء الإدارة أو نقص الخبرة. كما يشددون على أهمية التنسيق الفعّال بين جميع الجهات المعنية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بأمان وفعالية.

في الختام، تكشف هذه الشهادات عن تحديات كبيرة تواجه عمليات توزيع المساعدات في غزة، وتسلط الضوء على ضرورة اتخاذ خطوات جادة لتحسين أداء المتعاقدين وضمان سلامة المدنيين الذين يعتمدون على هذه المساعدات في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي تمر بها المنطقة. ويظل الهدف الأساسي هو توفير الدعم الإنساني بطريقة تحترم كرامة المستفيدين وتحمي حياتهم، بعيداً عن أي أخطاء أو إهمال قد يزيد من معاناتهم.