اخبار العرب من المحيط للخليج

اندلعت سلسلة من الحرائق الكبيرة في مناطق متفرقة داخل إسرائيل، حيث اجتاحت ألسنة اللهب مناطق شاسعة في مدينتي حيفا والجليل، ما تسبب في حالة من الذعر والهلع بين السكان، خاصة بعد أن اقتربت النيران بشكل خطير من الأحياء السكنية والمباني والمنشآت الحيوية. اشتدت الحرائق بشكل مفاجئ وسريع، مدفوعة برياح قوية ودرجات حرارة مرتفعة، ما صعّب بشكل كبير جهود الإطفاء التي تبذلها السلطات الإسرائيلية، ودفعها إلى إعلان حالة الطوارئ في بعض المناطق.

وسارعت فرق الإطفاء إلى الانتشار بكثافة في محيط البؤر المشتعلة، في محاولة للسيطرة على ألسنة اللهب ومنع تمددها إلى مناطق أكثر ازدحاماً بالسكان أو تحتوي على منشآت صناعية حساسة. ورغم ذلك، فقد اضطرت السلطات إلى إجلاء عدد من العائلات من منازلها في الأحياء المحيطة، خوفاً من وصول النيران إليها، وذلك ضمن إجراءات احترازية عاجلة لتفادي وقوع خسائر بشرية.

وتم استدعاء عدد كبير من طائرات الإطفاء، كما تم الاستعانة بوحدات إنقاذ خاصة لمساعدة السكان، خاصة كبار السن والأطفال، على مغادرة المناطق المتضررة بأمان. وتحدثت تقارير محلية عن تدمير عدد من المباني والمنازل جراء شدة الحرائق، فضلاً عن تضرر البنية التحتية في بعض المواقع، وانقطاع الكهرباء عن عدة أحياء.

وتأتي هذه الكارثة البيئية في وقت يشهد فيه الداخل الإسرائيلي حالة من التوتر المتصاعد نتيجة الأحداث الجارية في قطاع غزة، وهو ما دفع البعض إلى الربط بين توقيت هذه الحرائق وبين المشهد الإقليمي المضطرب، رغم عدم وجود دلائل رسمية تربط بين الأمرين. وعلى الرغم من ذلك، فإن تصاعد ألسنة اللهب وامتدادها إلى مناطق جديدة، أثار مخاوف واسعة في صفوف الإسرائيليين، وأعاد إلى الأذهان مشاهد مشابهة شهدتها إسرائيل في السنوات الماضية، حين اجتاحت النيران مناطق مشابهة وخلفت خسائر فادحة.

وتستمر الجهود الحثيثة لاحتواء الكارثة، وسط مناشدات من السلطات للسكان باتباع التعليمات والابتعاد عن مناطق الخطر وعدم العودة إلى منازلهم إلا بعد التأكد من استقرار الوضع. ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد الأسباب الحقيقية وراء اندلاع هذه الحرائق، فيما يبقى المشهد مشوباً بالحذر والتوتر في انتظار ما ستؤول إليه الساعات القادمة.