اخبار العرب من المحيط للخليج

لا تزال آلة الحرب الإسرائيلية تمارس قصفها المكثف على قطاع غزة بشكل شبه يومي، وسط تصاعد مستمر في عدد الضحايا والدمار. وفي تطور مأساوي جديد، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق متعددة من القطاع، متسببة في سقوط عدد من الشهداء، بينهم أطفال، وسط حالة من الحزن العارم والغضب المتصاعد بين السكان.

المشاهد التي تتكرر بشكل مأساوي يومًا بعد يوم، باتت ترسم واقعًا قاتمًا لحياة المدنيين في غزة، حيث لا يكاد يمر يوم من دون أن يُسجل فيه سقوط ضحايا جراء القصف المتواصل الذي يستهدف المنازل والبنى التحتية والأسواق والأحياء السكنية. الأطفال، الذين يُفترض أن يعيشوا في أمان، أصبحوا من أبرز ضحايا هذه الهجمات، إذ يتعرضون للموت تحت أنقاض منازلهم أو خلال محاولات ذويهم الفرار من نيران الغارات.

الغارات الأخيرة تسببت في تدمير واسع لعدد من الأبنية والممتلكات، وأدت إلى اندلاع حرائق ضخمة ووقوع إصابات عديدة في صفوف المدنيين، بينما هرعت طواقم الإسعاف والدفاع المدني إلى مواقع القصف لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه وسط ظروف ميدانية صعبة للغاية، نتيجة استمرار التحليق المكثف للطائرات وتعقيدات الوصول إلى المواقع المستهدفة.

الأهالي، الذين يعيشون حالة من الرعب اليومي، يؤكدون أن هذه الغارات لا تفرق بين هدف عسكري أو مدني، بل تطال كل شيء، من المنازل إلى المدارس وحتى المرافق الصحية، ما يزيد من معاناة السكان ويضاعف المأساة الإنسانية التي يعانيها القطاع منذ أشهر طويلة. وتزداد مخاوف السكان من أن تكون هذه الجولة الجديدة من التصعيد بداية لمزيد من الهجمات، خاصة في ظل غياب أفق واضح لأي تهدئة أو حلول دبلوماسية قريبة.

هذه الهجمات اليومية تعكس حالة من الاستباحة المطلقة لحياة المدنيين وتكشف عن فشل المجتمع الدولي في وقف دائرة العنف، رغم تصاعد الدعوات الحقوقية المطالبة بتوفير الحماية للسكان المدنيين ووضع حد للعمليات العسكرية المتكررة التي تدفع ثمنها أرواح بريئة لا علاقة لها بالنزاع السياسي أو العسكري.