اخبار العرب من المحيط للخليج

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على ضرورة استمرار عمل مفتشيها داخل إيران دون انقطاع، معتبرة أن وجودهم يمثل ركيزة أساسية لضمان الشفافية في البرنامج النووي الإيراني، ولمنع أي تصعيد أو سوء فهم قد يؤدي إلى توترات إقليمية ودولية. وجددت الوكالة في بيان رسمي موقفها الثابت بأن عمليات التفتيش المنتظمة تتيح للمجتمع الدولي مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية عن كثب، والتأكد من التزام طهران بالاتفاقيات الدولية، خاصة تلك المتعلقة بعدم الانتشار النووي.

وأوضحت الوكالة أن المفتشين الدوليين يقومون بمهامهم وفقًا للمعايير الدولية، ويشمل عملهم زيارة المنشآت النووية، وجمع العينات، والتحقق من المواد النووية، بالإضافة إلى مراجعة السجلات والتقارير الفنية التي تقدمها السلطات الإيرانية. وشددت الوكالة على أن أي تقليص في صلاحيات المفتشين أو منعهم من الوصول إلى المواقع النووية سيقوض الثقة بين إيران والمجتمع الدولي، ويضعف من فرص التوصل إلى حلول سلمية لأي خلافات قائمة حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني.

كما دعت الوكالة جميع الأطراف إلى التعاون الكامل مع فرق التفتيش، وتوفير الظروف الملائمة التي تضمن أداء عملهم دون عراقيل أو ضغوط، مؤكدة أن الشفافية والتعاون هما السبيل الوحيد لتجنب التصعيد وفتح المجال أمام الحوار والدبلوماسية. وأشارت إلى أن استمرار عمل المفتشين في إيران لا يخدم فقط مصالح الأمن الإقليمي، بل يسهم أيضًا في تعزيز الاستقرار العالمي، ويمنح جميع الأطراف الثقة في أن الأنشطة النووية الإيرانية تظل ضمن الأطر السلمية المتفق عليها.

وفي الوقت نفسه، شددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أهمية التزام إيران بجميع تعهداتها الدولية، والتعاون مع المجتمع الدولي لإزالة أي مخاوف أو شكوك قد تثار بشأن برنامجها النووي. وأكدت أن الوكالة ستواصل أداء دورها الرقابي بحيادية وشفافية تامة، وسترفع تقاريرها الدورية إلى مجلس الأمن الدولي وأعضاء المجتمع الدولي، بما يضمن إبقاء الملف النووي الإيراني تحت المراقبة الدائمة، ويمنع حدوث أي تطورات غير محسوبة قد تهدد الأمن والسلم الدوليين.

وفي ختام بيانها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن استمرار عمل المفتشين في إيران هو الضمانة الحقيقية لعدم انحراف البرنامج النووي عن مساره السلمي، ودعت جميع الأطراف إلى تغليب لغة الحوار والتفاهم، والعمل المشترك من أجل تحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم بأسره.