اخبار العرب من المحيط للخليج

شهدت مدينة تل أبيب مشاهد توتر واحتجاجات واسعة شارك فيها المئات من المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بوقف الحرب في قطاع غزة، حيث تركزت الهتافات والشعارات على ضرورة إنهاء العمليات العسكرية فورًا وفتح المجال أمام حلول سلمية تضع حدًا لمعاناة المدنيين. وفي خضم هذه الاحتجاجات التي اتسمت بالحماس والغضب الشعبي، تدخلت قوات الشرطة الإسرائيلية بقوة لتفريق المتظاهرين، مستخدمة أساليب عنيفة في بعض الحالات.

وقد رصد شهود عيان لحظة اعتقال أحد المتظاهرين بطريقة عنيفة على أيدي عناصر الشرطة، حيث تم طرحه أرضًا وتكبيله وسط صرخات المحتجين الذين حاولوا التدخل لمنع عملية الاعتقال، إلا أن الشرطة شددت من قبضتها ودفعت المتواجدين بعيدًا عن موقع الحادث. وأثارت هذه الواقعة موجة من الاستياء بين المشاركين في المظاهرة، الذين اعتبروا أن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين يمثل انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان وحرية التعبير، ويعكس حجم الضغوط التي تمارسها السلطات الإسرائيلية لمنع تصاعد صوت المعارضة الداخلية للحرب.

وجاءت هذه الاحتجاجات في ظل استمرار العمليات العسكرية في غزة وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، ما دفع قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي إلى الخروج عن صمتها والمطالبة بإنهاء الحرب والبحث عن حلول سياسية للأزمة. ورفع المتظاهرون لافتات تدعو للسلام ووقف سفك الدماء، مؤكدين أن استمرار العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والمعاناة للطرفين، وأن الحل الحقيقي يكمن في الحوار والتسوية العادلة.

ورغم الانتشار الكثيف لقوات الشرطة في شوارع تل أبيب، أصر المتظاهرون على مواصلة احتجاجاتهم، مؤكدين أن قمع الحريات لن يثنيهم عن المطالبة بحقوقهم ورفضهم للحرب. وطالب المشاركون في المظاهرة الحكومة الإسرائيلية بالاستماع إلى صوت الشارع ووقف التصعيد العسكري فورًا، مؤكدين أن أمن إسرائيل لا يمكن أن يتحقق إلا بالسلام العادل والشامل، وليس بمزيد من العنف والقمع. وتبقى هذه الأحداث مؤشرًا على تصاعد حالة الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن الحرب في غزة، وعلى إصرار شريحة متزايدة من المواطنين على إسماع صوتهم رغم كل التحديات.