اخبار العرب من المحيط للخليج

أصدر مجلس الأمن القومي الإيراني بياناً رسمياً أكد فيه أن الهجوم الذي نفذته القوات المسلحة الإيرانية على قاعدة العديد الأمريكية في قطر استهدف موقعاً عسكرياً بعيداً تماماً عن المناطق السكنية والمرافق الحضرية، مشدداً على أن هذه العملية لا تشكل أي تهديد أو خطر على دولة قطر الشقيقة أو شعبها الكريم. وأوضح المجلس أن الهجوم جاء رداً على العدوان الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، حيث استخدمت القوات الإيرانية نفس عدد القنابل التي استُخدمت في الهجوم الأمريكي، مع التأكيد على أن العملية تمت بدقة وضمن إطار يراعي عدم الإضرار بالمدنيين أو البنية التحتية المدنية.

وأشار البيان إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تلتزم بالحفاظ على العلاقات الودية والتاريخية مع دولة قطر، مؤكداً أن الإجراءات التي اتخذتها لا تستهدف المساس بأمن قطر أو استقرارها، بل هي رد عسكري محدود على ما وصفه بالعدوان الأمريكي. كما أشار المجلس إلى أن القاعدة المستهدفة تعد من المواقع الاستراتيجية للجيش الأمريكي في منطقة غرب آسيا، وأن العملية جاءت في إطار الدفاع عن السيادة الوطنية الإيرانية.

هذا الإعلان يأتي في سياق التوترات المتصاعدة في المنطقة بعد سلسلة من الهجمات والردود المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة، حيث استهدفت إيران عدة قواعد أمريكية في المنطقة، بينما أدانت قطر بشدة ما وصفته بانتهاك صارخ لسيادتها ومجالها الجوي، مؤكدة حقها في الرد بما يتناسب مع حجم الاعتداء. وفي الوقت نفسه، أكدت قطر أن الدفاعات الجوية لديها تصدت للهجوم بنجاح دون وقوع إصابات أو خسائر بشرية، مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لضمان سلامة المنشآت والأفراد.

تجدر الإشارة إلى أن هذا التصعيد العسكري يأتي وسط مخاوف دولية من تصاعد التوترات التي قد تؤثر على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج، حيث تدعو العديد من الأطراف إلى ضرورة العودة إلى الحوار والدبلوماسية لتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها.

في الختام، يعكس بيان مجلس الأمن القومي الإيراني محاولة طهران توضيح موقفها وتأكيد أن عملياتها العسكرية لا تستهدف الدول الشقيقة في المنطقة، مع التأكيد على حرصها على الحفاظ على العلاقات الطيبة مع قطر، وضرورة الفصل بين الصراعات العسكرية والسياسية وبين العلاقات الأخوية التي تربط شعوب المنطقة. هذا الموقف يعكس تعقيدات المشهد الإقليمي ويبرز أهمية التهدئة والبحث عن حلول سلمية تضمن الأمن والاستقرار للجميع.