اخبار العرب من المحيط للخليج

في تصريح مثير للجدل، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن البيت الأبيض الأمريكي يتأثر بشكل كبير بالسياسات الإسرائيلية، وبالأخص تأثير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على صنع القرار الأمريكي. جاءت هذه التصريحات في سياق التوترات المتصاعدة بين إيران والولايات المتحدة، والتي تتداخل فيها قضايا الأمن الإقليمي والسياسات الدولية المتعلقة بالشرق الأوسط.

عراقجي أشار إلى أن السياسات الأمريكية تجاه إيران ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام لا تعكس مصالح الولايات المتحدة فقط، بل تتأثر بشكل واضح بالمصالح الإسرائيلية، مما يجعل واشنطن تتخذ مواقف تصب في صالح تل أبيب على حساب مصالح دول أخرى في المنطقة. وأوضح أن هذا النفوذ الإسرائيلي في البيت الأبيض ينعكس على القرارات المتعلقة بالقضايا الحساسة مثل البرنامج النووي الإيراني، العمليات العسكرية، والعقوبات الاقتصادية.

تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات بين إيران والولايات المتحدة توتراً شديداً، حيث تتبادل الدولان الاتهامات وتتصاعد حدة الخطاب السياسي والإعلامي. ويعكس كلام عراقجي حجم الاستياء الإيراني من السياسات الأمريكية التي تعتبرها متحيزة لصالح إسرائيل، مما يزيد من تعقيد الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تهدئة الأوضاع وحل النزاعات القائمة.

كما أن هذه التصريحات تبرز الصراعات الإقليمية والدولية التي تلعب فيها الولايات المتحدة وإسرائيل أدواراً محورية، وتسلط الضوء على التحديات التي تواجهها المنطقة في سبيل تحقيق السلام والاستقرار. ويؤكد عراقجي أن هذه الديناميكية تؤثر سلباً على فرص الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة، وتزيد من احتمالات التصعيد والصراع.

من جانب آخر، تعكس هذه التصريحات أيضاً الرؤية الإيرانية التي ترى أن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط لا تخدم مصالح الشعوب العربية والإسلامية، بل تركز على دعم إسرائيل وتعزيز مكانتها الإقليمية، مما يثير ردود فعل قوية في الأوساط السياسية والشعبية في المنطقة.

في الختام، تؤكد تصريحات عباس عراقجي على عمق الخلافات السياسية بين إيران والولايات المتحدة، وعلى الدور الكبير الذي تلعبه إسرائيل في تشكيل السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. وتبرز الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في هذه الديناميات من أجل فتح آفاق جديدة للحوار والسلام، بعيداً عن التأثيرات الخارجية التي تعقد المشهد الإقليمي وتعرقل جهود التهدئة.