اخبار العرب من المحيط للخليج

شهدت العاصمة السورية دمشق مساء اليوم الأحد حادثاً مأساوياً تمثل في تفجير استهدف كنيسة مار إلياس، مما أسفر عن مقتل 19 شخصاً وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة الخطورة. هذا الهجوم الإرهابي أثار حالة من الحزن والصدمة في الأوساط المحلية والدولية، حيث استهدف مكاناً دينياً مقدساً كان يؤمه المصلون في أجواء من العبادة والسلام.

أفاد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السورية، في تصريح خاص لقناة الجزيرة، بأن التحقيقات الأولية تشير إلى تورط تنظيم الدولة الإسلامية في تنفيذ هذا التفجير، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية تعمل على متابعة الجناة وتقديمهم إلى العدالة. وأوضح المصدر أن هذا الهجوم يأتي ضمن سلسلة من الأعمال الإرهابية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية.

يأتي هذا التفجير في وقت تشهد فيه سوريا تحديات أمنية معقدة، حيث تحاول السلطات مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تسعى إلى استغلال الأوضاع المتوترة لتحقيق أهدافها التخريبية. وقد أدان المجتمع الدولي هذا العمل الإرهابي، معبراً عن تضامنه مع الشعب السوري في مواجهة هذه التهديدات التي تستهدف المدنيين الأبرياء.

كما أعربت الطوائف المسيحية في سوريا عن حزنها العميق لهذا الاعتداء الذي استهدف مكاناً مقدساً يعكس التعايش والتسامح الديني في البلاد، مؤكدين على تمسكهم بالوحدة الوطنية والرفض القاطع لأي محاولة لزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. وشددوا على ضرورة تعزيز الأمن وحماية الأماكن الدينية من أي اعتداءات تهدد السلم الأهلي.

تجدر الإشارة إلى أن كنيسة مار إلياس تعد من المعالم الدينية الهامة في دمشق، وتحظى بمكانة خاصة لدى المسيحيين في سوريا، حيث تمثل رمزاً للسلام والمحبة بين مختلف الطوائف. وقد أثار هذا الهجوم موجة من الغضب والاستنكار في الأوساط الشعبية، التي دعت إلى توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب والحفاظ على أمن البلاد.

في الختام، يؤكد هذا الحادث الأليم على التحديات الكبيرة التي تواجهها سوريا في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار، ويبرز الحاجة الملحة إلى تعاون دولي وإقليمي لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله. كما يسلط الضوء على أهمية حماية الأماكن الدينية واحترام حرمة الحياة الإنسانية، لضمان مستقبل يسوده السلام والتعايش بين جميع مكونات المجتمع السوري.