اخبار العرب من المحيط للخليج

أوضح مصدر حكومي عراقي أن هناك مغادرة طوعية لبعض العاملين في سفارة العراق في طهران، وذلك في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة التي تشهدها المنطقة. وأكد المصدر أن هذه المغادرة ليست إخلاءً قسريًا أو إغلاقًا للسفارة، وإنما خطوة اختيارية لبعض الموظفين الذين رغبوا في مغادرة العاصمة الإيرانية لأسباب شخصية أو أمنية، مع استمرار عمل السفارة بشكل طبيعي دون أي تعطيل في مهامها الدبلوماسية.

وتأتي هذه الخطوة في سياق تصاعد التوترات الأمنية والسياسية في المنطقة، خاصة مع التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، والتي أثرت على العديد من البعثات الدبلوماسية الأجنبية في طهران وبغداد. وقد شهدت الأيام الماضية تحركات مماثلة من بعض الدول التي قررت تقليص عدد موظفيها الدبلوماسيين أو السماح بمغادرة عائلات بعض العاملين لأسباب أمنية، في محاولة لتفادي أي مخاطر محتملة قد تنجم عن التصعيدات المحتملة.

وأكد المصدر العراقي أن الحكومة تتابع عن كثب الوضع الأمني في طهران، وتعمل على التنسيق مع الجهات المعنية لضمان سلامة موظفي السفارة، مع التأكيد على أن السفارة العراقية في طهران مستمرة في أداء مهامها الدبلوماسية بشكل طبيعي، وأن هذا الإجراء لا يؤثر على العلاقات الثنائية بين العراق وإيران التي تتميز بالتعاون والتفاهم.

كما نفى المصدر الأنباء التي تحدثت عن إغلاق السفارة أو إجلاء كامل للطاقم الدبلوماسي، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأخبار لا تستند إلى حقائق، وأن الحكومة العراقية ملتزمة بالحفاظ على وجودها الدبلوماسي في طهران وتعزيز العلاقات مع الجانب الإيراني في مختلف المجالات.

في الوقت نفسه، تأتي هذه التطورات في ظل تحركات دولية وإقليمية متسارعة، حيث تشهد المنطقة حالة من التوتر المتزايد نتيجة التصريحات والتهديدات المتبادلة بين بعض الأطراف، مما دفع العديد من الدول إلى اتخاذ إجراءات احترازية لضمان سلامة موظفيها ومصالحها في الخارج.

وتعكس هذه الخطوة حرص العراق على حماية كوادره الدبلوماسية في الخارج، مع الاستمرار في دعم علاقاته الاستراتيجية مع إيران، التي تعد شريكًا مهمًا في العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية. كما تؤكد الحكومة العراقية على أهمية الحوار والتفاهم كسبيل وحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة وتجنب أي تصعيد قد يضر بمصالح الشعوب.

في الختام، تبقى السفارة العراقية في طهران مركزًا هامًا للتواصل والتنسيق بين البلدين، ويعكس استمرار عملها رغم الظروف الراهنة حرص العراق على تعزيز علاقاته الخارجية والحفاظ على مصالحه في بيئة إقليمية معقدة ومتغيرة.