اخبار العرب من المحيط للخليج

أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بياناً رسمياً شديد اللهجة اتهمت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بأنها شريكة فعلية في العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الإيرانية، مؤكدة أن الهجمات التي تنفذها إسرائيل تتم بتنسيق مباشر مع واشنطن، مما يعكس تحالفاً استراتيجياً بين الطرفين يستهدف زعزعة أمن واستقرار إيران والمنطقة بأسرها. وأكدت الخارجية أن الأحزاب السياسية الأمريكية المختلفة تقدم دعماً غير محدود للحروب التي تشنها إسرائيل في الشرق الأوسط، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويطيل أمد الصراع.

وشدد البيان على أن القوات المسلحة الإيرانية في حالة تأهب قصوى وجاهزة للدفاع عن أراضي البلاد بكل الوسائل المتاحة، سواء كانت عسكرية أو دبلوماسية، مع التأكيد على أن الرد على أي عدوان سيكون حازماً ومتناسباً مع حجم التهديدات التي تواجهها البلاد. وأكدت الوزارة أن الدفاع عن الوطن حق مشروع لا يمكن التنازل عنه، وأن إيران ستواصل حماية سيادتها ومصالحها الوطنية بقوة وحزم.

وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة لم تبذل أي جهود حقيقية لردع العدوان الإسرائيلي، بل على العكس، فإنها لم توقف هذه الهجمات حتى في ظل وجود مفاوضات دولية تهدف إلى خفض التصعيد، مما يعكس موقفاً متحيزاً يدعم استمرار العنف والتوتر في المنطقة. وأكدت الخارجية الإيرانية أن هذا الموقف الأمريكي يفاقم الأزمة ويجعل من الصعب تحقيق أي تقدم في مسارات السلام أو الحوار.

وتأتي هذه التصريحات في سياق تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، حيث تستمر الهجمات المتبادلة والتصريحات الحادة التي تزيد من احتمالات اندلاع مواجهات أوسع قد تؤثر على الأمن الإقليمي والدولي. وتؤكد إيران من خلال هذا البيان على تصميمها على مواجهة أي تهديدات خارجية والدفاع عن شعبها وأراضيها بكل السبل الممكنة.

كما دعت الخارجية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في وقف التصعيد ودعم الحلول السلمية التي تحترم سيادة الدول وحقوق الشعوب، محذرة من أن استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل في هذه الهجمات سيؤدي إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأكدت أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا عبر احترام القانون الدولي ووقف العدوان الذي يهدد حياة المدنيين ويعرقل فرص التعايش والأمن المشترك.

هذا الموقف الإيراني يعكس عمق الأزمة التي تعيشها المنطقة، ويبرز حجم التحديات التي تواجهها الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار ووقف النزاعات المسلحة، مما يستدعي تحركاً دولياً سريعاً وحاسماً لمنع تفاقم الأوضاع التي قد تؤدي إلى كارثة إنسانية وأمنية على نطاق واسع.