اخبار العرب من المحيط للخليج

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ عملية اغتيال استهدفت رئيس هيئة الأركان العامة في جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، اللواء محمد عبد الكريم الغماري، في العاصمة صنعاء. وأفادت تقارير بأن الغارة الجوية استهدفت اجتماعاً عسكرياً سرياً لقيادات الحوثيين في منطقة حدة جنوب صنعاء، حيث كان الغماري الحاضر الرئيسي، في محاولة وصفها الجيش الإسرائيلي بالدقيقة والمخطط لها بعناية. ولم يصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي من الحوثيين بشأن مقتل الغماري أو حالته الصحية، في حين تواصل إسرائيل تقييم نتائج العملية التي وصفتها بأنها خطوة مهمة في مواجهة التهديدات التي تمثلها الجماعة.

اللواء محمد عبد الكريم الغماري يعد ثاني أهم شخصية عسكرية في جماعة الحوثي، وهو مسؤول رئيسي عن التخطيط والتنفيذ للهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على السعودية، ويُعتبر من القيادات التي تربطها علاقات وثيقة مع إيران وحزب الله، حيث تلقى تدريبات في معسكرات تابعة لهما. كما أدرجته الولايات المتحدة والسعودية على قوائم الإرهاب، ورصدت مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله، نظراً لدوره في العمليات العسكرية التي تهدد الاستقرار في المنطقة.

تأتي هذه العملية في سياق تصاعد التوترات الإقليمية بين إسرائيل وإيران وحلفائها، حيث أدان الحوثيون العدوان الإسرائيلي مؤكدين دعمهم لإيران وحقها في الرد، في وقت تشن فيه إسرائيل هجمات على مواقع إيرانية في المنطقة. وتعد هذه الغارة جزءاً من تحركات إسرائيلية أوسع تستهدف قيادات عسكرية تشكل تهديداً مباشراً لأمنها، في ظل تصاعد الصراعات الإقليمية التي تشمل اليمن وإيران وسوريا.

العملية تعكس تصعيداً غير مسبوق في تدخلات إسرائيلية خارج حدودها، خصوصاً في اليمن، حيث تحاول تل أبيب تقويض القدرات العسكرية للحوثيين الذين يمثلون تهديداً استراتيجياً عبر الصواريخ والطائرات المسيّرة، والتي تستهدف بشكل متكرر السعودية وحلفاءها في المنطقة. وتبقى تداعيات هذه الغارة على الوضع في اليمن والمنطقة قيد المتابعة، وسط مخاوف من تصعيد أوسع قد يؤدي إلى مزيد من التوترات والصراعات المسلحة في الشرق الأوسط.