اخبار العرب من المحيط للخليج

شهدت مدينة شيراز الواقعة جنوب إيران انفجارًا ضخمًا في الساعات الأخيرة، وسط تأكيدات من مصادر مطلعة بأن الانفجار ناتج عن غارة إسرائيلية استهدفت مصنعًا عسكريًا يُعتقد أنه مخصص لتصنيع الصواريخ ضمن أحد المجمعات الصناعية ذات الطابع الدفاعي. وقد أحدث الانفجار دوياً هائلًا سُمع في أرجاء المدينة، ما أثار حالة من الذعر والهلع بين السكان، وخلّف أضرارًا مادية جسيمة في محيط الموقع المستهدف.

وأشارت التقارير الأولية إلى أن المصنع المستهدف يُعد من المنشآت ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لبرنامج التسليح الإيراني، ويقع ضمن منطقة مؤمنة تخضع لحراسة مشددة، مما يؤكد طبيعة الغرض العسكري للموقع. ووفق شهود عيان، شوهدت أعمدة الدخان الكثيف تتصاعد من الموقع بعد الانفجار، فيما هرعت سيارات الإسعاف والإطفاء إلى المكان للتعامل مع آثار الدمار وإنقاذ المصابين، وسط أنباء غير مؤكدة عن وقوع خسائر بشرية.

ويأتي هذا الهجوم في وقت تشهد فيه العلاقات بين إيران وإسرائيل توترًا متصاعدًا بعد تبادل الضربات والتصريحات التصعيدية بين الجانبين، ما يثير قلقًا دوليًا متزايدًا من احتمالية انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع قد تتجاوز حدود العمليات العسكرية التقليدية. كما يُعتبر هذا التطور نقلة نوعية في طبيعة الاستهدافات الإسرائيلية، حيث لم يعد يقتصر على مواقع في أطراف إيران أو على منشآت نووية، بل بات يطال مصانع عسكرية داخل العمق الإيراني، مما يعكس تغيرًا في التكتيكات العسكرية واحتمالية تصعيد غير مسبوق.

السلطات الإيرانية لم تُصدر بيانًا رسميًا حتى الآن يتناول تفاصيل ما حدث، بينما تداولت وسائل الإعلام المحلية معلومات متضاربة حول طبيعة الانفجار، حيث أرجعته بعض المصادر إلى “حادث صناعي”، فيما أكدت أخرى فرضية “الهجوم الجوي المباشر”، في الوقت الذي لم تعلن فيه إسرائيل مسؤوليتها الرسمية عن الهجوم، إلا أن تسريبات أمنية تشير إلى أن العملية قد تكون جزءًا من حملة عسكرية منظمة تستهدف منع إيران من تعزيز قدراتها الصاروخية والتسليحية.

الشارع الإيراني من جهته يعيش حالة من الترقب والقلق، في ظل مخاوف من تكرار مثل هذه الهجمات على مدن أخرى، وسط دعوات من بعض الأصوات الداخلية إلى الرد بالمثل، مما يزيد من احتمالات اندلاع سلسلة من العمليات الانتقامية التي قد تفتح أبواب المواجهة العسكرية الواسعة، ليس فقط بين إيران وإسرائيل، بل قد تجر قوى أخرى إلى ساحة الصراع، مما يهدد الاستقرار الإقليمي برمته.

وبينما يتابع المجتمع الدولي بقلق تداعيات هذا الحادث، تزداد الدعوات إلى ضبط النفس والتحرك العاجل لإيجاد حل دبلوماسي يحول دون انزلاق المنطقة إلى دوامة عنف لا تُحمد عقباها، في وقت تتصاعد فيه الأصوات المطالبة بإعادة إحياء المسارات السياسية بدلاً من ترك الأمور تنفجر على الأرض.