أعلنت القوات المسلحة الإيرانية عن انطلاق سلسلة من المناورات العسكرية الواسعة التي تشمل وحدات مختلفة من الجيش والحرس الثوري، في خطوة تحمل أبعادًا استراتيجية متعددة، سواء على مستوى الاستعداد القتالي الداخلي أو توجيه رسائل مباشرة للخصوم الإقليميين والدوليين. هذه المناورات تأتي في توقيت بالغ الحساسية، تشهده المنطقة بأكملها، في ظل تصاعد التوترات الأمنية والعسكرية، ما يضفي على التحركات الإيرانية طابعًا خاصًا من حيث الأهداف والتوقيت.
وقد شملت التدريبات العسكرية وحدات من القوات البرية والجوية والبحرية، بالإضافة إلى منظومات الدفاع الجوي، مع التركيز على اختبار الجاهزية القتالية، ورفع مستوى التنسيق بين الأفرع المختلفة للقوات المسلحة، كما تضمنت محاكاة لهجمات افتراضية تستهدف مواقع معادية، والرد عليها بشكل فوري باستخدام وسائل وتقنيات متطورة تم تطويرها محليًا في السنوات الأخيرة.
وأشارت قيادات عسكرية إيرانية رفيعة إلى أن هذه المناورات تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية، واستعراض حجم التقدم العسكري الذي حققته إيران في مجالات التسليح، سواء من حيث تصنيع الطائرات المسيّرة بعيدة المدى، أو تطوير الصواريخ الباليستية، فضلًا عن التكتيكات الجديدة المستخدمة في الحروب غير التقليدية، والتي أصبحت تشكل جزءًا من العقيدة القتالية الإيرانية.
كما ركزت التدريبات على التصدي لأي محاولات تسلل عبر الحدود، والتعامل مع سيناريوهات الحرب السايبرية، والهجمات المركبة التي تشمل التشويش على أنظمة الاتصالات أو استهداف البنية التحتية الحيوية. وتم خلال المناورات استخدام نماذج حية من العتاد العسكري الجديد، بما في ذلك رادارات حديثة وصواريخ أرض-جو قادرة على إصابة أهدافها بدقة متناهية.
وتزامن انطلاق المناورات مع تحذيرات واضحة أطلقتها إيران على لسان كبار مسؤوليها العسكريين والسياسيين، أكدت فيها أن البلاد لن تتوانى في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها في حال تعرضت لأي تهديد خارجي، معتبرة أن التمرينات الجارية هي بمثابة ردع استباقي ضد أي نوايا عدائية يمكن أن تلوح في الأفق، سواء من قبل دول إقليمية أو قوى غربية.
ويأتي هذا النشاط العسكري في ظل أجواء إقليمية متوترة، خاصة على ضوء الصراعات المستمرة في المنطقة، والضغوط المتزايدة التي تواجهها طهران بشأن برنامجها النووي، فضلًا عن الاتهامات الغربية المتعلقة بدعم فصائل مسلحة في عدة دول عربية. وهو ما يجعل هذه المناورات بمثابة رسالة متعددة الاتجاهات، تؤكد من خلالها إيران تمسكها باستقلال قرارها العسكري والسياسي، وقدرتها على المواجهة في حال فرضت عليها المواجهة بأي شكل من الأشكال.
المراقبون يرون أن هذه المناورات ليست فقط للتدريب أو لعرض القوة، بل تحمل بين طياتها رسائل إستراتيجية واضحة، سواء لحلفاء طهران أو لخصومها، مفادها أن إيران لا تزال قادرة على ضبط إيقاع الردع في المنطقة، وأنها مستعدة لكل السيناريوهات المحتملة، مهما بلغت التهديدات الخارجية أو تعقدت الملفات الإقليمية والدولية المرتبطة بها.
ومن المتوقع أن تستمر المناورات لعدة أيام، تشمل مراحل مختلفة من التدريب التعبوي والتكتيكي، على أن تُختتم بإعلان رسمي عن أبرز النجاحات التي تحققت، والتوصيات النهائية التي ستُبنى عليها خطط التطوير المستقبلي للقوات المسلحة الإيرانية، في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى المحافظة على الجاهزية القتالية القصوى، وتعزيز مكانة إيران كقوة إقليمية مؤثرة.
في تصعيد جديد يعكس حدة التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة، أعلن رئيس لجنة الأمن…
في تطور ميداني جديد على جبهة المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بثت سرايا…
في رد فعل سريع وحاد على التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله اللبناني…
أصدرت روسيا تحذيراً شديد اللهجة للولايات المتحدة الأمريكية بشأن احتمال استخدام أسلحة نووية تكتيكية في…
أعلن رئيس الوزراء السوداني الجديد كامل إدريس عن هيكل الحكومة الجديدة التي أطلق عليها اسم…
في تصعيد خطير جديد على الساحة الإقليمية، وجه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تهديدات قوية ضد…