اخبار العرب من المحيط للخليج

أصدرت السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد تحذيرًا عاجلًا لمواطنيها، دعتهم فيه إلى تجنب السفر إلى العراق في الفترة الحالية، وذلك في ظل تصاعد التوترات الأمنية وارتفاع وتيرة الأحداث التي تشهدها البلاد. وجاء هذا البيان الرسمي ضمن سلسلة من الإجراءات الاحترازية التي تتبعها الخارجية الأمريكية لضمان سلامة رعاياها ومواطنيها في مناطق النزاع أو الدول التي تعاني من اضطرابات أمنية متكررة.

التحذير الأمريكي الأخير يعكس مخاوف حقيقية من احتمالية تعرض المواطنين الأمريكيين إلى مخاطر متعددة، سواء من الناحية الأمنية أو بسبب تردي الأوضاع السياسية في العراق. وأشارت السفارة في رسالتها إلى أن البيئة الأمنية في البلاد لا تزال متقلبة، وأن هناك احتمالات بوقوع هجمات أو مواجهات مسلحة في أي وقت، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المستمرة، ووجود فصائل مسلحة قد تتخذ مواقف عدائية ضد المصالح الغربية بشكل عام، والأمريكية بشكل خاص.

كما جاء في التحذير أن السفارة نفسها قد تواجه صعوبات في تقديم المساعدة القنصلية أو الوصول السريع إلى المواطنين في حال وقوع حادث طارئ خارج بغداد، وهو ما دفعها إلى دعوة كل الأمريكيين الموجودين في العراق حاليًا إلى توخي أقصى درجات الحذر، والامتثال للتعليمات الأمنية، وتجنب التنقل غير الضروري، خاصة في المناطق غير المستقرة.

وأشارت السفارة أيضًا إلى أن مستوى التهديد الحالي يشمل مخاطر من عمليات اختطاف محتملة، أو استهداف مباشر للمنشآت التي يرتادها أجانب، أو حتى التعرض لانفجارات في مناطق عامة مزدحمة، ما يجعل من البيئة العراقية حاليًا غير آمنة للسفر أو الإقامة لفترات طويلة.

وتوصي السفارة كل من يضطر إلى البقاء داخل العراق أو السفر إليه لأسباب طارئة، بأن يكون على تواصل دائم مع الجهات الدبلوماسية، وأن يتابع التحديثات الأمنية أولًا بأول، إضافة إلى ضرورة امتلاك خطط طوارئ، ووسائل اتصال بديلة، تحسبًا لأي تطور مفاجئ في الموقف.

ويأتي هذا التحذير في وقت حساس يشهد فيه العراق حالة من الغليان السياسي والأمني، بسبب استمرار التوترات بين أطراف محلية وإقليمية، فضلًا عن التجاذبات السياسية الداخلية التي تؤثر على قدرة مؤسسات الدولة على فرض الأمن الكامل في عدد من المحافظات. وقد رُصدت في الأسابيع الماضية حوادث متفرقة من أعمال العنف، اشتباكات محدودة، وهجمات على مقار أمنية أو سياسية، ما زاد من القلق الدولي حول قدرة الدولة العراقية على ضمان الاستقرار الكامل في المدى القريب.

وتعكس هذه التوصية الرسمية من السفارة الأمريكية حجم القلق الذي ينتاب الدوائر الغربية بشأن تطورات الأوضاع في العراق، خاصة مع تزايد التوتر في المنطقة المحيطة به، ما قد يؤدي إلى ارتدادات داخلية تؤثر على الأمن العام في البلاد. ويُعد العراق من الدول المصنفة في قائمة الدول ذات المخاطر المرتفعة للسفر وفق التصنيفات التي تصدرها وزارة الخارجية الأمريكية بشكل دوري.

ويُنتظر أن يتبع هذا التحذير مزيد من الإجراءات الاحترازية، سواء من الجانب الأمريكي أو من سفارات أخرى غربية أو دولية، وذلك في إطار مساعٍ لتقليص أي خسائر محتملة في صفوف الرعايا الأجانب، وضمان استمرار العمل الدبلوماسي في أجواء آمنة إلى حد ما، رغم الصعوبات المعروفة.

وقد طالبت منظمات حقوقية ومؤسسات دبلوماسية بضرورة دعم الاستقرار في العراق عبر وسائل دبلوماسية واقتصادية، بدلًا من الاكتفاء بتحذيرات السفر، مؤكدين أن البلاد لا تزال تحتاج إلى دعم المجتمع الدولي لتجاوز مراحل الاضطراب السياسي والأمني، وبناء بيئة أكثر استقرارًا تُمكّنها من استعادة دورها الإقليمي والدولي.