اخبار العرب من المحيط للخليج

أعلنت السلطات الهندية، في بيان رسمي صادر عن قوات الشرطة، أن طائرة صغيرة قد تحطمت بشكل مأساوي فوق مبنى سكني مخصص للأطباء في مدينة أحمد آباد، إحدى أكبر المدن الواقعة في ولاية جوجارات بغرب الهند، ما أدى إلى حالة من الذعر في المنطقة ومخاوف حقيقية من وقوع ضحايا ومصابين.
الحادث وقع في ساعة متأخرة من النهار، وتسبب في اندلاع النيران بشكل مفاجئ في المبنى السكني الذي كانت تسكنه مجموعة من الأطباء والعاملين في القطاع الصحي، مما استدعى تدخلًا عاجلًا من فرق الإنقاذ والدفاع المدني، الذين هرعوا إلى موقع الحادث على الفور لمحاولة السيطرة على النيران وإخلاء المبنى من السكان.
وأكدت الشرطة الهندية أن الطائرة، وهي من الطائرات الخفيفة ذات الاستخدامات التدريبية أو الخاصة، كانت تحلق على ارتفاع منخفض قبل أن تفقد توازنها فجأة، في ظروف لا تزال غامضة حتى الآن. وقد سقطت بشكل مباشر فوق المبنى، محدثة دويًا هائلًا واهتزازًا شعر به سكان الأحياء المجاورة، قبل أن تتصاعد ألسنة اللهب والدخان الكثيف من مكان التحطم، وسط مشاهد مروعة أثارت الهلع في نفوس الأهالي.
وبحسب شهود عيان، فقد تسبب الحادث في إحداث تلفيات شديدة بالمبنى، حيث انهارت أجزاء من الطوابق العليا، واشتعلت النيران في عدد من الشقق، ما جعل من عملية الإنقاذ أمرًا بالغ الصعوبة، خصوصًا مع الخشية من وجود سكان داخل المبنى لحظة وقوع التحطم. وتعمل فرق الطوارئ حاليًا على تمشيط الموقع بالكامل للبحث عن ناجين أو جثث تحت الأنقاض، فيما تم نقل عدد من المصابين إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج، بعضهم في حالات حرجة.
ولم تعلن السلطات حتى الآن عن الحصيلة النهائية لعدد الضحايا، سواء من ركاب الطائرة أو من سكان المبنى، فيما لا تزال عمليات التحقيق جارية لمعرفة ملابسات الحادث وأسبابه، خصوصًا أن الأجواء كانت مستقرة نسبيًا، ولم تكن هناك مؤشرات على سوء أحوال الطقس أو عواصف مفاجئة وقت وقوع الكارثة.
وقد طوّقت الشرطة المنطقة بالكامل، وأخلت المباني المجاورة تحسبًا لأي تطورات إضافية، في حين تم فرض طوق أمني مشدد حول موقع الحادث لمنع تدفق المواطنين والفضوليين، ولإفساح المجال أمام فرق الإنقاذ والطواقم الهندسية التي باشرت تقييم حجم الأضرار وخطورة الوضع على الأبنية المجاورة.
ويُنظر إلى هذا الحادث باعتباره من أخطر حوادث الطيران التي شهدتها مدينة أحمد آباد في الآونة الأخيرة، خاصة أنه وقع في قلب منطقة مأهولة بالسكان، وكان من الممكن أن يؤدي إلى كارثة أكبر لولا تدخل فرق الإنقاذ السريع. كما أعاد الحادث إلى الأذهان نقاشات قديمة حول إجراءات السلامة الجوية في الهند، ومدى فاعلية الرقابة على حركة الطائرات الخاصة والتدريبية في المناطق الحضرية، خاصة في ظل التوسع العمراني السريع وارتفاع الكثافة السكانية في المدن الكبرى.
ومن المتوقع أن تصدر الحكومة المحلية خلال الساعات المقبلة بيانًا تفصيليًا يتضمن نتائج التحقيق الأولي، بالإضافة إلى الإجراءات التي سيتم اتخاذها للتعامل مع تداعيات الحادث، وتقديم الدعم للأسر المتضررة، ومعالجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، في وقت ينتظر فيه الرأي العام معرفة تفاصيل أكثر عن هوية الطائرة، وطاقمها، والسبب الحقيقي وراء سقوطها على مبنى مدني مخصص لأطباء كانوا يؤدون رسالتهم الإنسانية في خدمة المجتمع.