اخبار العرب من المحيط للخليج

ضرب زلزال قوي بلغت شدته 6.2 درجات على مقياس ريختر منطقة الحدود بين جزر دوديكانيسا اليونانية والسواحل الغربية لتركيا، مما تسبب في حالة من الذعر والهلع بين السكان في المناطق المحيطة. وقع الزلزال على عمق حوالي 68 كيلومتراً تحت سطح الأرض، ما جعله محسوساً في مناطق واسعة شملت جزر دوديكانيسا اليونانية وكذلك أجزاء من السواحل التركية المجاورة. وأدى الزلزال إلى نزول العديد من السكان الأتراك إلى الشوارع، خوفاً من حدوث هزات ارتدادية أو انهيارات، وسط حالة من التوتر الأمني والقلق المتزايد.

وقد شهدت المدن والقرى الواقعة على الحدود بين البلدين تحركات سريعة من قبل السلطات المحلية التي دعت السكان إلى اتخاذ إجراءات السلامة والابتعاد عن المباني الهشة، كما تم تفعيل فرق الطوارئ والاستجابة السريعة لمتابعة الوضع والتعامل مع أي حالات طارئة قد تنجم عن الهزة الأرضية. وأكد المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل أن الزلزال لم يسفر حتى الآن عن تقارير فورية عن خسائر بشرية أو أضرار مادية كبيرة، لكن تأثيره كان واضحاً في إثارة الذعر بين السكان.

وتعد منطقة بحر إيجة التي تقع فيها جزر دوديكانيسا من المناطق ذات النشاط الزلزالي المرتفع نظراً لوجودها على خطوط صدع بين الصفائح التكتونية، مما يجعلها عرضة لهزات أرضية متكررة تتفاوت في شدتها وتأثيرها. وقد شعر سكان دول مجاورة مثل مصر واليونان أيضاً بهذه الهزة، ما يعكس مدى قوتها وانتشار تأثيرها الجغرافي. كما أن السلطات التركية تتابع الوضع عن كثب، مع تكثيف المراقبة لرصد أي هزات ارتدادية قد تلي الزلزال الرئيسي.

ويأتي هذا الزلزال في وقت تشهد فيه المنطقة نشاطاً زلزالياً ملحوظاً، مما يضع الجهات المختصة في حالة تأهب دائم، ويستدعي تعزيز إجراءات الوقاية والتوعية لدى السكان لتقليل المخاطر المحتملة. كما أن هذا الحدث يسلط الضوء على أهمية تطوير أنظمة الإنذار المبكر والتخطيط للطوارئ في المناطق المعرضة للزلازل، لضمان سرعة الاستجابة وتقليل الخسائر المحتملة.

وفي ظل هذه الظروف، يبقى التركيز منصباً على متابعة تطورات الوضع الزلزالي والتأكد من سلامة السكان والممتلكات، مع الاستعداد للتعامل مع أي تداعيات قد تنجم عن الهزة أو الهزات الارتدادية المحتملة. ويؤكد هذا الزلزال مجدداً على هشاشة المناطق الحدودية بين اليونان وتركيا أمام الكوارث الطبيعية، والحاجة المستمرة لتعزيز التعاون بين البلدين في مجال رصد الزلازل وإدارة الأزمات لضمان حماية السكان وتقليل الأضرار.