اخبار العرب من المحيط للخليج

تشهد الأوضاع في قطاع غزة توتراً متصاعداً بعد إعلان إسرائيل عن استعدادها لتنفيذ حملة عسكرية موسعة ضد القطاع، وذلك عقب رفض حركة المقاومة الإسلامية “حماس” لمقترح جديد كان يُنتظر أن يُفضي إلى تهدئة أو وقفٍ لإطلاق النار. وقد اعتبرت إسرائيل هذا الرفض مؤشراً على عدم جدية حماس في المضي قدماً نحو أي حلول سلمية أو تفاهمات تضمن استقرار الأوضاع ووقف نزيف الدم في المنطقة.

وتؤكد الجهات الإسرائيلية أن التحضيرات جارية على أعلى مستوى لتنفيذ عملية عسكرية شاملة، تهدف – وفقاً لما تروج له إسرائيل – إلى “تفكيك البنية التحتية للمقاومة” في غزة، واستهداف القيادات والمراكز الحيوية التي ترى فيها تهديداً لأمنها القومي. وقد بدأت وحدات من الجيش الإسرائيلي بالتمركز على مشارف القطاع، مع استدعاء وحدات احتياطية وتعزيز الجاهزية اللوجستية تحسباً لانطلاق العملية خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة.

هذا التصعيد المرتقب يأتي في وقت يعيش فيه قطاع غزة أوضاعاً إنسانية غاية في السوء، حيث يرزح ملايين المدنيين تحت وطأة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات، فضلاً عن آثار الدمار الذي خلفته الاعتداءات السابقة، في ظل شُحٍّ في المواد الغذائية والطبية، وانهيار تام في البنية التحتية الأساسية للقطاع.

من جانبها، تؤكد حماس أن ما قُدّم من مقترحات لا يُراعي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية، وعلى رأسها وقف إطلاق النار الشامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق التوغل داخل القطاع، فضلاً عن ضمانات حقيقية بعدم تكرار العدوان. وترى الحركة أن الموقف الإسرائيلي يعكس نية مبيتة لتوسيع رقعة العدوان، تحت غطاء المماطلة في المفاوضات وفرض الشروط من طرف واحد.

ويحذر المراقبون من أن أي عملية عسكرية جديدة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر، خاصة في ظل عجز المجتمع الدولي عن فرض حلول عادلة أو الضغط الفعلي على إسرائيل لوقف تصعيدها المستمر، ما يُنذر بموجة جديدة من الدمار والمعاناة ستطال آلاف العائلات الفلسطينية، في مشهد يعيد إلى الأذهان كوارث الحروب السابقة التي لم تلتئم جراحها بعد.