اخبار العرب من المحيط للخليج

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” رفضها للمقترح الأمريكي الجديد بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي حظي بموافقة إسرائيلية مبدئية. وجاء في بيان صادر عن الحركة أن هذا المقترح “لا يلبي الحد الأدنى من مطالب الشعب الفلسطيني”، مؤكدة أنه يتجاهل القضايا الجوهرية التي تشكل أولوية للفلسطينيين، وفي مقدمتها وقف العدوان الإسرائيلي بشكل دائم ورفع الحصار الشامل عن القطاع.  

وأوضحت حماس أن المقترح الأمريكي، رغم بعض التعديلات التي أدخلت عليه، لا يضمن انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من غزة، ولا يتطرق بشكل واضح إلى آلية إعادة الإعمار ورفع الحصار الذي يستمر منذ أكثر من 17 عاماً. كما أشارت إلى أن المقترح يفتقر إلى ضمانات حقيقية حول عودة النازحين إلى منازلهم، خصوصاً في المناطق التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية بشكل شبه كامل.  

من جهة أخرى، أبدت إسرائيل موافقتها على المقترح الأمريكي، معتبرة أنه يحقق “التوازن المطلوب” بين استعادة الأسرى الإسرائيليين وضمان الأمن الإسرائيلي. إلا أن مصادر فلسطينية أكدت أن المقترح لا يتضمن أي التزامات إسرائيلية واضحة بإنهاء الحرب بشكل نهائي، بل يركز على هدنة مؤقتة قد تعقبها عمليات عسكرية جديدة.  

يأتي هذا الرفض في وقت تشهد فيه المحادثات الدولية حول غزة حالة من الجمود، حيث تتباين المواقف بين الأطراف المعنية. فبينما تضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها لقبول المقترح الحالي، تؤكد حماس أنها لن تتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة فيما يتعلق بوقف العدوان ورفع الحصار وإعادة الإعمار. كما أشارت إلى أن أي اتفاق يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الفصائل الفلسطينية، وليس فقط حماس، مما يعكس تعقيد المشهد التفاوضي.  

في السياق ذاته، تزايدت الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية في غزة، خاصة بعد تصاعد الخسائر البشرية والمادية التي تجاوزت كل التوقعات. إلا أن الحكومة الإسرائيلية تواصل تشديد موقفها، معتبرة أن استمرار الضغط العسكري هو الضمان الوحيد لتحقيق أهدافها. وفي المقابل، يرى مراقبون أن رفض حماس للمقترح الأمريكي قد يعيد المنطقة إلى مربع التصعيد العسكري، ما لم تطرح مبادرات جديدة تأخذ بعين الاعتبار مطالب الفلسطينيين بشكل أكثر جدية.