اخبار العرب من المحيط للخليج

شهد قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين تصعيدًا خطيرًا في الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت بشكل مباشر المستشفيات والمراكز الطبية، حيث نفذ الاحتلال ما لا يقل عن 36 اعتداءً مباشرًا ضد المرافق الصحية في مختلف مناطق القطاع. وتعد هذه الاعتداءات جزءًا من نمط متصاعد لاستهداف البنية التحتية المدنية الحيوية، وفي مقدمتها القطاع الصحي الذي يعاني أصلًا من ضغوط هائلة بسبب استمرار العدوان، ونقص الإمدادات الطبية، وارتفاع أعداد الضحايا والمصابين.

من بين المنشآت التي طالها القصف الإسرائيلي، هناك أربع مستشفيات رئيسية خرجت من الخدمة بشكل كامل أو شبه كامل، الأمر الذي فاقم من الأزمة الصحية المتدهورة أصلًا في القطاع المحاصر. وقد تسببت هذه الهجمات في أضرار كبيرة في البنية التحتية لتلك المستشفيات، بالإضافة إلى التهديد المباشر لحياة الكوادر الطبية والمرضى الذين لم يجدوا بديلًا آمنًا لتلقي العلاج. كما أجبرت هذه الهجمات الكثير من المرضى وذويهم على إخلاء المستشفيات تحت وقع القصف، في مشاهد تكررت مرارًا وتسببت في حالة من الهلع والفوضى.

الاعتداءات لم تقتصر فقط على المستشفيات الكبيرة، بل طالت كذلك مراكز طبية وعيادات ميدانية كانت تشكل خط الدفاع الأول في إسعاف الجرحى والمصابين في ظل الضغط الشديد على المستشفيات. هذا التصعيد أثار قلقًا بالغًا في الأوساط الإنسانية والطبية، حيث تعتبر المستشفيات والمنشآت الصحية مؤسسات محمية بموجب القانون الدولي الإنساني، واستهدافها يُعد انتهاكًا صارخًا لمعاهدات جنيف.

ويأتي هذا التصعيد في وقت يعاني فيه القطاع من حصار خانق ونقص فادح في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يجعل من استمرار الخدمات الصحية شبه مستحيل في ظل هذه الظروف القاسية. وفي ظل هذا الواقع، تتزايد المخاوف من انهيار كامل للقطاع الصحي في غزة، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات كارثية على حياة السكان، خاصة الجرحى والمرضى وذوي الاحتياجات الطبية الخاصة.

وتجدر الإشارة إلى أن الكوادر الطبية باتت تعمل في ظروف بالغة الخطورة، معرضة للقصف المباشر في أي لحظة، ما يشكل تهديدًا لحياتهم ويؤثر سلبًا على قدرتهم في أداء واجبهم الإنساني. ورغم هذا، لا تزال الطواقم الطبية تواصل جهودها الجبارة لإنقاذ الأرواح بما تبقى من إمكانيات محدودة ومرافق مهددة.