اخبار العرب من المحيط للخليج

في خطوة تحمل أبعادًا استراتيجية وعسكرية، أعلنت الهند رسميًا عن بدء العمل على تطوير نموذج تجريبي لطائرة “إيه إم سي إيه” (AMCA)، وهي الطائرة التي توصف بأنها أول مقاتلة شبحية محلية الصنع في تاريخ الهند العسكري. ويأتي هذا الإعلان بعد ثلاثة أسابيع فقط من المواجهة العسكرية التي شهدتها الحدود بين الهند وباكستان، والتي أسفرت عن إسقاط القوات الباكستانية لست مقاتلات هندية، ما شكّل صدمة قوية للمؤسسة العسكرية الهندية وأثار نقاشًا واسعًا حول جاهزية سلاح الجو الهندي لمجابهة التحديات الحديثة في ميدان القتال الجوي.

الطائرة الجديدة “إيه إم سي إيه” يُنظر إليها على أنها نقطة تحول كبيرة في القدرات الجوية الهندية، حيث تهدف الهند من خلالها إلى الدخول بقوة في عالم المقاتلات الشبحية، الذي تسيطر عليه دول كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين. وتتميز هذه الطائرة بتقنيات التخفي المتقدمة التي تجعلها قادرة على التسلل إلى الأجواء المعادية دون أن ترصدها أنظمة الرادار التقليدية، وهو ما يعزز قدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة وعالية الخطورة في عمق أراضي الخصم.

وجاء قرار الهند بتسريع وتيرة تطوير هذه الطائرة بعد الخسائر التي تعرض لها سلاحها الجوي مؤخرًا، إذ كشفت المواجهة الأخيرة مع باكستان عن نقاط ضعف واضحة في القدرات الدفاعية والهجومية للطائرات الهندية المستخدمة حاليًا، ما دفع القيادة العسكرية والسياسية إلى إعادة تقييم أولويات التسلح الجوي وتحديث المعدات الحربية.

وتعكس هذه الخطوة أيضًا رغبة الهند في تقليل اعتمادها على الاستيراد الخارجي في مجال الدفاع، وتأكيدها على سياسة “صنع في الهند” التي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الصناعات الدفاعية الوطنية. ويُتوقع أن تستغرق مراحل تطوير الطائرة الشبحية عدة سنوات، تمر خلالها باختبارات متعددة لضمان جاهزيتها للعمل ضمن أسطول الطيران الهندي.

وبينما يرى البعض أن هذا المشروع يمثل قفزة طموحة نحو تحديث الجيش الهندي، فإن آخرين يرون فيه محاولة لتدارك الخسائر الأخيرة وإرسال رسالة ردع إلى الخصوم الإقليميين، وعلى رأسهم باكستان. ومع تصاعد التوترات بين الجارتين النوويتين، يُنظر إلى مشروع “إيه إم سي إيه” على أنه خطوة استراتيجية تحمل في طياتها أبعادًا تتجاوز التكنولوجيا لتصل إلى مستوى التوازنات الجيوسياسية في جنوب آسيا.