اخبار العرب من المحيط للخليج

أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن موجة نزوح جماعية جديدة وغير مسبوقة في قطاع غزة، حيث اضطر حوالي 180 ألف شخص إلى مغادرة منازلهم قسراً خلال فترة قصيرة لا تتجاوز عشرة أيام فقط. ويأتي هذا النزوح الواسع نتيجة تصاعد العمليات العسكرية واستمرار التوترات الأمنية في مناطق مختلفة من القطاع، مما دفع آلاف العائلات إلى البحث عن أماكن أكثر أمناً هرباً من القصف والخطر الداهم الذي يهدد حياتهم وحياة أطفالهم.

ويعيش النازحون أوضاعاً إنسانية غاية في الصعوبة، حيث يفترش الكثيرون الأرض في مراكز الإيواء المؤقتة أو المدارس أو حتى في العراء، وسط نقص حاد في المواد الغذائية ومياه الشرب والأدوية، بالإضافة إلى تدهور الخدمات الصحية وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المتضررة. وتزداد معاناة العائلات النازحة مع تكدس أعداد كبيرة من السكان في أماكن ضيقة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، ما يرفع من مخاطر انتشار الأمراض ويضاعف من حجم الأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ فترة طويلة.

وتؤكد منظمة الهجرة الدولية أن هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة التي يواجهها المدنيون في غزة، حيث أصبح النزوح المتكرر جزءاً من حياتهم اليومية بسبب استمرار الصراع وعدم وجود أفق واضح للحل. وتناشد المنظمة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بضرورة التحرك العاجل لتقديم الدعم والمساعدة للنازحين، والعمل على توفير الحماية لهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والماء والرعاية الصحية، إضافة إلى تأمين أماكن إقامة آمنة تحفظ كرامتهم وتخفف من معاناتهم.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، يعبر النازحون عن أملهم في أن تتوقف أعمال العنف وأن يعودوا إلى منازلهم وحياتهم الطبيعية في أقرب وقت ممكن، مؤكدين أن ما يمرون به يفوق قدرتهم على التحمل ويستدعي تدخلاً إنسانياً عاجلاً لإنقاذهم من شبح الجوع والمرض والتشرد. وتبقى أزمة النزوح في غزة واحدة من أكبر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي، وتضع الجميع أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية عاجلة تجاه شعب أنهكته الحروب والأزمات المتتالية.