اخبار العرب من المحيط للخليج

كشف عدد من الناجين من حادثة غرق قارب مهاجرين قبالة السواحل اليونانية عن تفاصيل مروعة لما حدث خلال تلك الليلة المأساوية، حيث أكدوا أن خفر السواحل اليوناني كان له دور مباشر في انقلاب القارب الذي كانوا يستقلونه أثناء محاولتهم الوصول إلى بر الأمان. وأوضح الناجون في شهاداتهم أن خفر السواحل حاول سحب القارب بطريقة غير آمنة أدت إلى فقدان توازنه وانقلابه في البحر، مما تسبب في حالة من الذعر والفوضى بين الركاب الذين كانوا يعانون أصلاً من ظروف قاسية وخوف شديد على حياتهم.

وأضاف الناجون أن الكارثة لم تتوقف عند هذا الحد، بل زعموا أن أفراد خفر السواحل اليوناني قاموا بعد الحادث بمحاولة إسكات الشهود ومنعهم من الحديث عن تفاصيل ما جرى، وذلك من خلال تهديدهم أو ممارسة ضغوط نفسية عليهم أثناء التحقيقات أو بعد وصولهم إلى اليابسة. وأشاروا إلى أن بعض الشهود تعرضوا للاستجواب المطول وتم تحذيرهم من الإدلاء بأي تصريحات حول مسؤولية خفر السواحل في الحادثة، الأمر الذي زاد من معاناتهم النفسية وجعلهم يشعرون بالخوف من الانتقام أو الترحيل.

وتأتي هذه الشهادات في ظل تصاعد المخاوف الدولية بشأن معاملة المهاجرين وطالبي اللجوء في البحر الأبيض المتوسط، خاصة مع تكرار حوادث الغرق التي يروح ضحيتها العشرات من الأبرياء الباحثين عن حياة أفضل. ويؤكد الناجون أن ما حدث لهم لم يكن مجرد حادث عرضي، بل نتيجة مباشرة لسوء التصرف والإهمال من قبل السلطات المعنية بإنقاذ الأرواح، مؤكدين أن ما تعرضوا له يجب أن يكون محل تحقيق ومحاسبة لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل. وتسلط هذه الحادثة الضوء على معاناة المهاجرين والمخاطر التي يواجهونها خلال رحلاتهم المحفوفة بالمخاطر، وعلى ضرورة تعزيز الرقابة والمساءلة لضمان احترام حقوق الإنسان وحماية الأرواح في عرض البحر.