اخبار العرب من المحيط للخليج

قال عدد من السياسيين الإسرائيليين إن حادثة استشهاد الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار وفقدانها لتسعة من أطفالها دفعة واحدة جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة قد تشكل نقطة تحول خطيرة في مجريات الحرب المستمرة منذ شهور. وعبّر هؤلاء الساسة عن قلقهم المتزايد من صمت حكومة الاحتلال الإسرائيلي تجاه هذه الحادثة، التي أثارت موجة غضب عارمة على المستوى الدولي، وأعادت تسليط الضوء على الكلفة الإنسانية الباهظة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.

وأوضح بعض السياسيين أن تجاهل الحكومة لمثل هذه الحوادث التي تهز الضمير العالمي، يهدد بتآكل ما تبقى من شرعية دولية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، ويجعل من الصعب على حلفاء إسرائيل الاستمرار في تبرير الدعم السياسي أو العسكري لها. وأضافوا أن المجتمع الدولي بات ينظر إلى ما يحدث في القطاع على أنه تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وأن الصور المتداولة لأم فلسطينية فقدت تسعة من أطفالها دفعة واحدة أصبحت تمثل رمزًا للفاجعة وللمعاناة المستمرة للسكان المدنيين في غزة.

ويرى مراقبون أن هذه الحادثة بالذات قد تكون القشة التي قصمت ظهر البعير، وأنها قد تسهم في تسريع التحركات الدولية نحو فرض قيود أو حتى مساءلات قانونية على قادة الاحتلال بشأن ما يجري في غزة. كما تتزايد الأصوات في الداخل الإسرائيلي التي تطالب بإعادة تقييم السياسات المتبعة في الحرب، خصوصًا في ظل تصاعد الانتقادات الدولية وبدء الحديث عن إمكانية فقدان الدعم الدبلوماسي من بعض الدول الحليفة، إذا استمرت المجازر بحق المدنيين دون رادع أو اعتراف بالمسؤولية.

الحادثة المروعة التي راحت ضحيتها الطبيبة النجار وأطفالها ليست الأولى من نوعها، لكنها تميزت بأنها اجتمعت فيها رمزية الأم والطبيبة والضحية، مما جعل وقعها أشد وأوسع صدى في العالم. ومع استمرار الصمت الرسمي، فإن الأصوات المعارضة داخل إسرائيل تُحذر من أن تجاهل مثل هذه الكوارث الإنسانية لن يؤدي فقط إلى عزلة دولية، بل إلى فقدان أي مبرر أخلاقي لاستمرار العمليات العسكرية.