اخبار العرب من المحيط للخليج

أصدرت أربع وأربعون جهة إسلامية بيانًا مشتركًا يعبر عن استنكارها الشديد لفشل الحكومة البريطانية في اتخاذ خطوات فعالة لمنع المجاعة والمعاناة التي يعيشها المدنيون في قطاع غزة، الذين يعانون من ظروف إنسانية مأساوية نتيجة استمرار الحصار والعمليات العسكرية. وجاء في البيان دعوة صريحة ومباشرة لرئيس الوزراء البريطاني بضرورة وقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، التي تُستخدم في التصعيد العسكري ضد المدنيين الفلسطينيين، مما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية ويعمق من معاناة السكان في القطاع.

الجهات الإسلامية المشاركة في البيان أكدت أن استمرار دعم الأسلحة للحكومة الإسرائيلية يشكل دعمًا غير مباشر للانتهاكات التي ترتكب بحق المدنيين، وأن هذا الدعم يتناقض مع المبادئ الإنسانية والقيم التي تدعو إليها الدول الديمقراطية. كما شددت على أن الصمت أو التقاعس عن اتخاذ موقف حازم يساهم في تفاقم الأزمة، ويجعل من بريطانيا شريكًا في معاناة الشعب الفلسطيني بدلاً من أن تكون قوة داعمة للسلام والعدالة.

بالإضافة إلى ذلك، طالبت الجهات الإسلامية الحكومة البريطانية بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين كخطوة ضرورية نحو تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، معتبرة أن هذا الاعتراف يمثل اعترافًا بحقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967. وأكد البيان أن هذه الخطوة ستشكل رسالة واضحة بأن المجتمع الدولي لا يقبل استمرار الاحتلال والظلم، وأنه ملتزم بدعم الحلول السياسية التي تضمن حقوق جميع الأطراف.

البيان المشترك أشار أيضًا إلى أن الوضع في غزة يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لإنقاذ المدنيين من المجاعة والدمار، مع ضرورة رفع الحصار وفتح المعابر لتوفير المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية التي يحتاجها السكان للبقاء على قيد الحياة. وأكدت الجهات الإسلامية أن استمرار المعاناة الإنسانية في غزة يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ويهدد استقرار المنطقة بأكملها.

في المجمل، يعكس هذا البيان موقفًا موحدًا من مختلف الجهات الإسلامية التي ترى أن على المجتمع الدولي، وبالأخص الدول الكبرى مثل بريطانيا، أن تتحمل مسؤولياتها الإنسانية والسياسية تجاه القضية الفلسطينية، وأن تتخذ خطوات عملية تساهم في إنهاء المعاناة وتحقيق السلام العادل. ويأتي هذا التحرك في وقت تتصاعد فيه الأزمات في غزة، مما يضع ضغوطًا متزايدة على الحكومات الغربية لإعادة النظر في سياساتها ودورها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.