اخبار العرب من المحيط للخليج

في ظل تصاعد الأحداث والتدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، أعلنت إدارة مستشفى العودة في شمال القطاع عن حالة طوارئ حادة بعد اندلاع حريق ضخم في مستودع الأدوية التابع للمستشفى، والذي استمر في الاشتعال منذ يوم الخميس الماضي. وأوضحت الإدارة أن الحريق نجم عن قصف إسرائيلي مباشر استهدف المستودع، مما أدى إلى تدمير كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية الحيوية التي كانت مخزنة هناك، وهو ما يشكل ضربة قاسية للقطاع الصحي في المنطقة التي تعاني أصلاً من نقص حاد في الموارد الطبية.

هذا الحريق لا يمثل مجرد خسارة مادية، بل يحمل تداعيات إنسانية خطيرة تهدد حياة آلاف المرضى الذين يعتمدون على هذه الأدوية لتلقي العلاج اللازم، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع جراء الحصار والعدوان المستمر. إدارة المستشفى أكدت أن النيران اشتعلت في وقت حرج للغاية، حيث كانت المستودعات تحتوي على أدوية لعلاج أمراض مزمنة وحالات طارئة، بالإضافة إلى مستلزمات طبية ضرورية لعلاج الإصابات الناجمة عن التصعيد العسكري الأخير. 

كما أشارت الإدارة إلى أن الطواقم الطبية تعمل في ظروف استثنائية، وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات، مما يزيد من معاناة المرضى ويضع العاملين في المجال الصحي تحت ضغط نفسي وجسدي هائل. وقد حاولت فرق الإطفاء المحلية السيطرة على الحريق، إلا أن استمرار القصف وصعوبة الوصول إلى المستودع بسبب الأوضاع الأمنية حالت دون إخماد النيران بشكل كامل، مما دفع إدارة المستشفى إلى إطلاق نداء استغاثة عاجل للمؤسسات الأممية والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري.

النداء يأتي في إطار محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأدوية والمستلزمات الطبية، وتأمين الدعم اللازم لإعادة تشغيل المستودع مرة أخرى، بالإضافة إلى توفير بدائل طبية عاجلة لتفادي وقوع كارثة صحية أكبر في المنطقة. إدارة مستشفى العودة تؤكد أن استمرار الحريق يهدد بتفاقم الأزمة الصحية في شمال قطاع غزة، ويزيد من معاناة السكان الذين يعتمدون على خدمات المستشفى في ظل نقص الإمكانيات وتدهور البنية التحتية الصحية.

في هذا السياق، تدعو إدارة المستشفى المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية والضغط على الجهات المعنية لوقف القصف وحماية المنشآت الطبية، التي يجب أن تبقى بعيدة عن دائرة الصراع، حفاظاً على حياة المدنيين وحقهم في الحصول على الرعاية الصحية. كما تطالب بتوفير الدعم العاجل للمستشفى لتجاوز هذه الأزمة الطارئة وتأمين مستلزمات طبية بديلة تساعد في استمرار تقديم الخدمات الطبية الضرورية للمرضى.

تأتي هذه الدعوات في وقت يشهد فيه قطاع غزة تصعيداً عسكرياً متزايداً، يفاقم من الأوضاع الإنسانية الصعبة ويهدد استقرار النظام الصحي، مما يجعل من التدخل الدولي العاجل ضرورة لا يمكن تأجيلها للحفاظ على حياة المدنيين وتخفيف معاناتهم في ظل هذه الظروف القاسية.