اخبار العرب من المحيط للخليج

أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسائل حاسمة من الجبهة الأمامية في مقاطعة كورسك، التي زارها للمرة الأولى منذ استعادة السيطرة الروسية عليها، مؤكداً أن روسيا لن تتراجع عن موقفها ولن تقبل بأي هدنة في ظل استمرار محاولات الجيش الأوكراني التقدم نحو الحدود الروسية. تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً عسكرياً متزايداً، حيث أعلن الجيش الروسي عن إسقاط مئات الطائرات المسيرة الأوكرانية خلال فترة قصيرة، ما يعكس حجم التوترات الأمنية المتصاعدة على الجبهة.

خلال زيارته، التقى بوتين بممثلي منظمات تطوعية محلية ومسؤولي المقاطعة، حيث شدد على أهمية تعزيز الاستعدادات الدفاعية والبنية التحتية في المنطقة لمواجهة أي تهديدات محتملة. كما زار محطة كورسك للطاقة النووية، التي تعد من المواقع الحيوية في المنطقة، مؤكداً على ضرورة تأمينها وحمايتها في ظل الظروف الراهنة. وأوضح بوتين أن الجيش الأوكراني لا يزال يحاول اختراق الحدود الروسية، وهو ما يستدعي يقظة دائمة وتعزيز القدرات العسكرية.

تأتي هذه الجولة الميدانية لبوتين بعد أيام من محادثات دولية لم تسفر عن نتائج ملموسة بشأن وقف إطلاق النار، حيث لا تزال موسكو متمسكة بمواصلة العمليات القتالية بالتوازي مع المفاوضات، في حين تطالب كييف بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار. ويعكس هذا الموقف الروسي تشديداً على الاستراتيجية العسكرية وعدم التراجع عن الأهداف المعلنة، وسط استمرار المواجهات على الأرض.

كما أعلن الكرملين أن بوتين ناقش خلال الزيارة فكرة إنشاء متحف لتوثيق الأحداث التي شهدتها مقاطعة كورسك خلال عامي 2024 و2025، بهدف الحفاظ على ذكرى ما جرى وتكريم أبطال الدفاع عن المنطقة وسكانها. هذه المبادرة تعكس رغبة في ترسيخ الذاكرة الوطنية وربط الأحداث الراهنة بتاريخ المنطقة.

تزامنت زيارة بوتين مع إعلان وزارة الدفاع الروسية عن إسقاط أكثر من 150 طائرة مسيرة أوكرانية خلال 12 ساعة، معظمها حاول استهداف مناطق حساسة مثل بريانسك وكورسك، مما يدل على حجم التصعيد العسكري وارتفاع وتيرة المواجهات. ويؤكد هذا التصعيد أن الصراع لا يزال بعيداً عن الحل، وأن التوترات على الحدود الروسية الأوكرانية مستمرة في التصاعد.

في مجمل تصريحاته، أرسل بوتين رسالة واضحة مفادها أن روسيا مستعدة لمواجهة التحديات الأمنية بكل حزم، ولن تتراجع عن موقفها مهما كانت الضغوط الدولية، معتبراً أن الحفاظ على الأمن القومي الروسي يتطلب استعداداً دائماً وتصميماً على مواجهة أي تهديد. هذه الزيارة والرسائل النارية التي أطلقها تعكس توجه موسكو الراهن في التعامل مع الأزمة، وتؤكد على أن الحرب في هذه المنطقة لن تنتهي بسهولة أو بسرعة، بل ستستمر في ظل ظروف معقدة ومتغيرة.