اخبار العرب من المحيط للخليج

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار خانق على بلدة بروقين الواقعة إلى الغرب من محافظة سلفيت في الضفة الغربية، لليوم السابع على التوالي، في تصعيد ميداني خطير يهدد حياة السكان الفلسطينيين ويزيد من معاناتهم اليومية. وقد شهدت البلدة خلال الأيام الماضية موجة من الأعمال العدوانية الممنهجة تمثلت في تنفيذ عمليات تجريف واسعة للأراضي الزراعية، إلى جانب هدم عدد من المنشآت والمنازل، في مشهد متكرر من الانتهاكات التي تستهدف الوجود الفلسطيني وتعمل على تغيير معالم المنطقة.

وتأتي هذه الإجراءات في سياق حملة عسكرية مشددة تشنها قوات الاحتلال منذ أسبوع، حيث قامت بإغلاق مداخل البلدة بشكل كامل، ومنعت المواطنين من الدخول أو الخروج، ما أدى إلى عزل البلدة عن محيطها وتعطيل كافة نواحي الحياة فيها. وقد تسبب الحصار في نقص حاد في المواد الغذائية والتموينية، وتقييد حركة المرضى وطلبة المدارس والعمال، الأمر الذي فاقم من الأوضاع المعيشية للسكان وأثار حالة من القلق والاستياء في أوساط الأهالي.

وتزامنت عمليات الحصار مع تصعيد مباشر على الأرض، حيث اقتحمت جرافات الاحتلال مساحات واسعة من أراضي المواطنين، وقامت بتجريف الأشجار والمحاصيل الزراعية، في محاولة لتفريغ الأرض من أصحابها الأصليين وتهيئتها لأهداف استيطانية محتملة. كما رافقت قوات الاحتلال الجرافات أثناء عملياتها، وفرضت طوقًا أمنيًا مشددًا منع من خلاله أي محاولة للاعتراض أو الدفاع عن الممتلكات، وسط أجواء من التوتر والغضب الشعبي.

ويشير الأهالي في بروقين إلى أن هذا التصعيد ليس الأول من نوعه، بل يأتي ضمن سلسلة طويلة من السياسات الإسرائيلية التي تستهدف القرية منذ سنوات، في محاولة للضغط على السكان ودفعهم للرحيل قسرًا عن أراضيهم. ويؤكدون أن ما يجري هو جزء من سياسة أوسع تهدف إلى توسيع رقعة المستوطنات على حساب الوجود الفلسطيني، مستغلين حالة الصمت الدولي، وتجاهل المؤسسات الحقوقية للجرائم المتكررة بحق المدنيين العزّل.

وفي ظل استمرار الحصار وعدم وجود بوادر لرفعه، تزداد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلدة، حيث تتصاعد الحاجة إلى تدخل فوري من قبل المؤسسات الدولية والإنسانية للضغط على الاحتلال من أجل إنهاء الحصار ووقف عمليات الهدم والتجريف، وضمان حماية السكان من الانتهاكات المستمرة التي تهدد حياتهم وممتلكاتهم بشكل يومي.