اخبار العرب من المحيط للخليج

أصدر زعماء كل من بريطانيا وفرنسا وكندا بيانًا مشتركًا عبّروا فيه عن قلقهم البالغ تجاه العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة، مؤكدين أنهم على استعداد لاتخاذ إجراءات ملموسة إذا لم توقف إسرائيل هذا الهجوم المتصاعد. وجاء البيان في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في القطاع، واستمرار معاناة السكان وسط دمار واسع النطاق ونقص حاد في الغذاء والدواء والمياه.

وقد شدد القادة الثلاثة على أن الوضع الإنساني في غزة بات لا يحتمل، مشيرين إلى أن استمرار القتال ورفض وقف إطلاق النار يفاقمان من معاناة المدنيين ويشكلان تهديدًا مباشرًا للاستقرار في المنطقة. واعتبروا أن إسرائيل تجاوزت حدود الدفاع عن النفس، وأن الهجوم المستمر قد يؤدي إلى نتائج كارثية لا يمكن تداركها، ما يفرض على المجتمع الدولي التحرك لمنع المزيد من التصعيد.

وأكد البيان أن الدول الثلاث تتابع الأوضاع عن كثب، وأنها على استعداد لتغيير سياساتها تجاه إسرائيل إذا استمرت في تجاهل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة لإغاثة المدنيين. كما شدد الزعماء على أن الالتزام بالقانون الدولي الإنساني يجب أن يكون ملزمًا للجميع، بمن فيهم إسرائيل، التي تتحمل مسؤولية حماية المدنيين وعدم استهدافهم تحت أي ذريعة.

وفي نبرة حملت تحذيرًا واضحًا، أشار البيان إلى أن الصبر الدولي بدأ ينفد، وأنه لم يعد من الممكن الوقوف مكتوفي الأيدي أمام ما يجري من انتهاكات. وأضاف القادة أن الحل الوحيد يكمن في وقف العمليات العسكرية فورًا، واستئناف الجهود الدبلوماسية من أجل التوصل إلى حل سلمي يعيد الاستقرار للمنطقة ويضع حدًا لمعاناة الشعب الفلسطيني.

هذا التصعيد في لهجة الخطاب من قبل حلفاء إسرائيل التقليديين، يعكس تحولًا ملحوظًا في المواقف الغربية، ويعزز الضغوط الدولية المتزايدة على الحكومة الإسرائيلية لوقف هجومها على غزة، وسط دعوات عالمية متواصلة بضرورة إنهاء دوامة العنف وفتح المجال أمام عملية سياسية جادة تنهي الصراع المستمر منذ عقود.