اخبار العرب من المحيط للخليج

أدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات لافتة بشأن الحوار الذي دار بينه وبين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن المحادثة كانت بناءة وشهدت مناقشات صريحة حول عدد من القضايا الدولية البارزة، وعلى رأسها الأزمة المتواصلة في أوكرانيا. وأكد بوتين أن الحديث تميز بأجواء من الانفتاح والرغبة المشتركة في التفاهم، مما يعكس إمكانية بناء جسور تواصل جديدة بين روسيا والولايات المتحدة، حتى في ظل التوترات السياسية الحالية.

وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، شدد بوتين على أن الحل الحقيقي لا يكمن في المسكنات المؤقتة أو الحلول السطحية، بل يتطلب معالجة جذرية للأسباب العميقة التي أدت إلى هذا الصراع، مؤكدًا أن تجاهل جذور المشكلة لن يؤدي إلا إلى استمرار التوتر وزيادة المعاناة الإنسانية. وأضاف أن روسيا لا ترفض الحوار السياسي، بل تسعى إليه شريطة أن يكون مبنيًا على احترام سيادتها ومصالحها الإستراتيجية، مؤكدًا في الوقت نفسه أن أي محاولة لتجاوز هذه المصالح لن تؤدي إلى نتائج مثمرة.

كما أوضح الرئيس الروسي أن المرحلة الحالية تتطلب تحركات عقلانية من قبل المجتمع الدولي، داعيًا إلى مراجعة السياسات التي أسهمت في تصعيد النزاع، وفتح المجال أمام مبادرات حقيقية للسلام الشامل والعادل، مشيرًا إلى أن روسيا على استعداد للمشاركة في أي جهود تضمن الأمن والاستقرار الإقليمي، ولكنها لن تقبل بأي ضغوط خارجية تهدف إلى فرض حلول أحادية الجانب.

تصريحات بوتين تعكس محاولة واضحة لإعادة تشكيل صورة روسيا على الساحة الدولية، وتوجيه رسالة إلى الدول الغربية مفادها أن موسكو مستعدة للحوار، ولكن ليس على حساب كرامتها أو مصالحها الوطنية. كما تظهر هذه التصريحات أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة لا تزال تحمل فرصًا للتقارب، إذا توفرت الإرادة السياسية والاحترام المتبادل بين الطرفين.