اخبار العرب من المحيط للخليج

أثار إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان موجة من الغضب والاستياء بين كبار المسؤولين في نيودلهي، الذين تفاجأوا بتخطي ترامب لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في الإعلان عن الاتفاق. فقد اعتبر هؤلاء المسؤولون أن ترامب استعرض دوره كوسيط وحيد في التوصل إلى الهدنة، متجاهلاً الجهود المباشرة التي بذلتها الحكومتان الهندية والباكستانية في التفاوض والتوصل إلى هذا الاتفاق، وهو ما أدى إلى توتر العلاقات بين واشنطن ونيودلهي في تلك المرحلة.

وكانت الهند وباكستان قد اتفقتا على وقف فوري لإطلاق النار بعد تصعيد عسكري خطير استمر لأيام، حيث تبادلت الدولتان إطلاق النار عبر الحدود في منطقة كشمير المتنازع عليها، مما أثار مخاوف دولية من اندلاع نزاع شامل بين الجارتين النوويتين. وأكدت مصادر هندية أن الاتفاق تم بعد اتصالات مباشرة بين الطرفين، دون تدخل مباشر من الولايات المتحدة كما أعلن ترامب، مما جعل المسؤولين الهنود يشعرون بأن ترامب استغل الاتفاق لمصالحه السياسية والشخصية، متجاوزاً دور رئيس الوزراء مودي في هذا الملف الحساس.

ردود الفعل في الهند كانت قوية، حيث عبر عدد من كبار المسؤولين عن استيائهم من الطريقة التي أعلن بها ترامب الاتفاق، معتبرين أن ذلك يقلل من أهمية الدور الهندي ويضعف مكانة الحكومة في الداخل والخارج. كما أعربوا عن قلقهم من أن هذه الخطوة قد تؤثر سلباً على العلاقات الثنائية بين الهند والولايات المتحدة، خصوصاً في ظل التوترات السياسية التي تشهدها المنطقة. في المقابل، أبدت باكستان ترحيبها بإعلان ترامب، معتبرة أن الوساطة الأمريكية ساهمت في التوصل إلى وقف إطلاق النار، وهو ما زاد من تعقيد المشهد السياسي والدبلوماسي.

يأتي هذا التوتر في وقت تسعى فيه القوى الدولية إلى تهدئة الأوضاع في جنوب آسيا، حيث دعت الولايات المتحدة وبريطانيا الهند وباكستان إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار ومواصلة الحوار لتجنب أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى نزاع أوسع. ورغم إعلان وقف إطلاق النار، لا تزال هناك تقارير عن خروقات متبادلة على الأرض، مما يعكس هشاشة الاتفاق وصعوبة تثبيته في ظل التوترات المستمرة.

في المجمل، تعكس هذه الأزمة دقة العلاقات بين الهند والولايات المتحدة، حيث أن مواقف ترامب وتصرفاته أثرت على التوازن الدبلوماسي، وأظهرت مدى حساسية القضايا الأمنية والسياسية في المنطقة. كما تؤكد على أن إدارة الأزمات الدولية تتطلب تنسيقاً دقيقاً واحتراماً للأدوار الوطنية، خصوصاً في ملفات حساسة مثل النزاع الهندي الباكستاني، الذي لا يزال يشكل تحدياً كبيراً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.