اخبار العرب من المحيط للخليج

بعد أن انتهك الجيش الإسرائيلي اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير 2025 مع حركة حماس، شهد قطاع غزة تصعيداً عسكرياً واسع النطاق بدأ في منتصف مارس، حيث شنت إسرائيل هجمات جوية ومدفعية مكثفة استهدفت مناطق عدة في القطاع، خاصة في مدن غزة وخان يونس ورفح. هذه الهجمات التي أطلقت عليها إسرائيل اسم “القوة والسيف” استهدفت، حسب ادعاء الجيش الإسرائيلي، قيادات عسكرية متوسطة الرتبة وبنية تحتية لحماس، لكنها أسفرت عن سقوط مئات الشهداء والجرحى، غالبيتهم من المدنيين بينهم نساء وأطفال، مما أثار إدانات دولية واسعة واعتبرته جهات حقوقية جرائم حرب.

في المقابل، ردت المقاومة الفلسطينية في غزة بعدة هجمات نوعية ضد قوات الاحتلال، مستخدمة صواريخ وقذائف ومدفعية، واستهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة، مما أسفر عن إصابات وخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي. هذه العمليات العسكرية جاءت في إطار الرد على استمرار الحصار الإسرائيلي وقطع الإمدادات الإنسانية عن القطاع، بالإضافة إلى استمرار القصف والاعتداءات التي أدت إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل حاد.

خلال هذه الفترة، استمرت المقاومة في تنفيذ عمليات نوعية، منها استهداف مواقع عسكرية حساسة، وتفخيخ طرق، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه مستوطنات إسرائيلية، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إعلان حالة التأهب القصوى وتعزيز قواته على الحدود مع غزة. كما شهدت الأيام الأخيرة انفجارات وألغام أرضية أصابت عدداً من الجنود الإسرائيليين، مما يعكس تصعيداً متبادلاً بين الطرفين.

تأتي هذه التطورات في ظل فشل محاولات التهدئة التي كانت تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار، حيث رفضت إسرائيل الانسحاب من بعض المواقع داخل غزة كما كان متفقاً عليه، واستمرت في فرض حصار شامل على القطاع، مما دفع المقاومة إلى تصعيد عملياتها العسكرية دفاعاً عن المدنيين وحقوق الشعب الفلسطيني. هذا التصعيد المستمر يعكس عمق الأزمة ويهدد باندلاع مواجهات أوسع قد تؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية وتدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة.

في ظل هذه المعطيات، يبقى الوضع في قطاع غزة هشاً للغاية، مع استمرار القتال بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط دعوات دولية متكررة لوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لتخفيف معاناة السكان المدنيين، لكن دون تحقيق تقدم ملموس حتى الآن، مما يضع المنطقة على شفير انفجار جديد قد يعيد إشعال الصراع بشكل أوسع.