اخبار العرب من المحيط للخليج

في تطور لافت ضمن سياق الحرب المستمرة بين إسرائيل وقطاع غزة، كشفت شهادات بعض الأسرى الإسرائيليين الذين أفرج عنهم في فترات سابقة عن تفاصيل دقيقة وجديدة تتعلق بالأنفاق التي تم احتجازهم فيها داخل قطاع غزة. هذه الإفادات تسلط الضوء على مدى تعقيد وتطور البنية التحتية للأنفاق التي أنشأتها المقاومة الفلسطينية، والتي لعبت دورًا كبيرًا في إدارة المواجهة مع الجيش الإسرائيلي من داخل الأرض.

وتحدث بعض الأسرى المحررين عن طبيعة الحياة داخل هذه الأنفاق، مؤكدين أنهم أمضوا فترات طويلة في غرف تحت الأرض تم تجهيزها لتأمين بقائهم دون رصد، وأشاروا إلى أن هذه الأماكن كانت مخفية بإتقان شديد يصعب اكتشافها حتى بأحدث تقنيات المراقبة الجوية أو التكنولوجية. وأوضحوا أن الأنفاق لم تكن مجرد ممرات ضيقة، بل تضم شبكات متفرعة، بعضها مجهز بمولدات كهرباء ومخازن طعام ومياه، ما يعكس قدرًا كبيرًا من التخطيط والتنظيم.

كما أشاروا إلى أن التواصل بين أفراد المقاومة كان يتم وفق نظام صارم، يعتمد على السرية التامة والتنقل في أوقات محددة، وهو ما يجعل من عمليات التسلل أو الإنقاذ مهمة شبه مستحيلة. وذكر بعض الأسرى أن حراسهم كانوا ملتزمين بتعليمات دقيقة تتعلق بالأمن والتعامل معهم، كما لاحظوا وجود نظام إنذار داخلي وتحركات مدروسة بدقة لحماية الأنفاق من الاختراق أو الرصد.

هذه الشهادات قدمت لإسرائيل صورة أكثر وضوحًا عن القدرات الفنية والبنية التحتية التي بنتها المقاومة في غزة، والتي من الواضح أنها لم تُستخدم فقط لأغراض الهجوم، بل أيضًا لاحتجاز الأسرى وإخفائهم على مدى فترات طويلة، مما أثار قلق الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. كما دفعت هذه الإفادات بعض المحللين في إسرائيل إلى التأكيد على ضرورة إعادة النظر في الاستراتيجية العسكرية المتبعة، خصوصًا فيما يتعلق بالتعامل مع التهديد القادم من تحت الأرض، حيث باتت الأنفاق تمثل تحديًا أمنيًا بالغ التعقيد يصعب احتواؤه بالوسائل التقليدية.