اخبار العرب من المحيط للخليج

أصدرت وزارة الداخلية العراقية قراراً حازماً يقضي بعدم ترخيص أو السماح بإقامة أي مظاهرة أو تجمعات احتجاجية خلال فترة انعقاد القمة العربية التي تستضيفها بغداد، وذلك في إطار الإجراءات الأمنية المشددة التي تهدف إلى ضمان سير القمة بأعلى مستويات الأمان والاستقرار. جاء هذا القرار بعد تقييم دقيق للمخاطر المحتملة التي قد تنجم عن أي تجمعات شعبية خلال هذا الحدث الإقليمي الهام، والذي يشارك فيه عدد كبير من القادة والمسؤولين العرب والدوليين، مما يستوجب توفير بيئة آمنة ومهيأة لإنجاح أعمال القمة.

تأتي هذه الخطوة ضمن خطة أمنية شاملة وضعتها الأجهزة الأمنية العراقية بالتنسيق مع الجهات المعنية، حيث تم تعزيز الإجراءات الأمنية في العاصمة والمناطق المحيطة بمقر انعقاد القمة، مع نشر أعداد كبيرة من القوات الأمنية في نقاط حساسة لضمان السيطرة الكاملة على الوضع ومنع أي محاولات قد تؤدي إلى اضطرابات أو تهديد سلامة المشاركين والزوار. كما شملت الخطة فرض قيود على حركة المرور وتنظيم الدخول والخروج من المناطق الحيوية، إلى جانب مراقبة مكثفة للأماكن العامة لمنع أي تجمعات غير مرخصة.

وأكدت وزارة الداخلية أن هذا القرار لا يهدف إلى تقييد الحريات العامة، بل هو إجراء مؤقت يستهدف حماية أمن الوطن والمواطنين، وضمان نجاح القمة التي تمثل فرصة مهمة للعراق لتعزيز دوره الإقليمي وإبراز مكانته السياسية والدبلوماسية. كما دعت الوزارة جميع المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والالتزام بالقوانين والتعليمات الصادرة، مع التأكيد على أن السلطات ستتعامل بحزم مع أي محاولة لخرق القانون أو تعكير صفو الأمن خلال هذه الفترة.

ويأتي هذا القرار في ظل أهمية القمة العربية التي تستضيفها بغداد، والتي تسعى من خلالها الدول المشاركة إلى تعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، ودفع مسيرة التنمية والاستقرار في المنطقة. كما تعكس الإجراءات الأمنية المشددة حرص العراق على تقديم صورة إيجابية عن نفسه كمركز للاستقرار والسلام في منطقة تعاني من أزمات متكررة.

وفي الوقت نفسه، تواصل الأجهزة الأمنية العراقية استعداداتها المكثفة لاستقبال الوفود العربية والدولية، مع التركيز على توفير كل سبل الراحة والأمان لهم، بما يعكس قدرة العراق على تنظيم فعاليات دولية كبرى على أعلى مستوى من الاحترافية والتنظيم. ومن المتوقع أن تشهد العاصمة بغداد خلال أيام انعقاد القمة أجواءً أمنية مشددة، مع تواجد مكثف للعناصر الأمنية والتقنية لضمان سير الفعاليات بسلاسة ودون أي معوقات.

ختاماً، تؤكد وزارة الداخلية العراقية أن قرار عدم ترخيص المظاهرات خلال فترة القمة هو جزء من مسؤولياتها الوطنية في حفظ الأمن والاستقرار، وأنها ستظل تعمل بكل جدية للحفاظ على سلامة المواطنين والزوار، وضمان نجاح هذا الحدث العربي الكبير الذي يحمل آمالاً كبيرة لمستقبل أفضل للعراق والمنطقة بأسرها.