اخبار العرب من المحيط للخليج

في ظل تجدد المعارك والصراعات المسلحة في دولة جنوب السودان خلال الأسابيع الأخيرة، أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً هاماً دعا فيه جميع الأطراف المعنية إلى وقف القتال فوراً والانخراط في حوار سياسي شامل يهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في هذا البلد الذي يعاني منذ سنوات من نزاعات داخلية مستمرة. جاء هذا القرار بعد متابعة دقيقة من المجلس لتطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية في جنوب السودان، حيث أكد على ضرورة إنهاء العنف الذي يؤثر بشكل مباشر على المدنيين ويعرقل جهود التنمية ويزيد من معاناة السكان.

كما قرر مجلس الأمن الدولي تمديد تفويض بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان، المعروفة باسم “يونميس”، لمدة عام إضافي حتى نهاية أبريل 2026، وذلك لمواصلة مهمتها الحيوية في دعم التهدئة ومنع تجدد الحرب الأهلية، بالإضافة إلى حماية المدنيين وتعزيز الأمن في المناطق المتأثرة بالصراع. وأوضح المجلس أن استمرار وجود البعثة ضروري لضمان تطبيق اتفاقيات السلام ومساعدة الحكومة في بناء مؤسسات الدولة وتعزيز المصالحة الوطنية.

وشدد القرار على أهمية التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار والامتناع عن أي أعمال عدائية، مع التأكيد على ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، حيث يعاني ملايين الأشخاص من نقص حاد في الغذاء والخدمات الأساسية بسبب النزاع. كما دعا مجلس الأمن إلى دعم جهود الوساطة الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق تسوية سياسية دائمة وشاملة، تعزز من وحدة البلاد وتضمن مشاركة عادلة لجميع المكونات في الحكم.

ويأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه جنوب السودان تصعيداً عسكرياً متكرراً أدى إلى نزوح آلاف المدنيين وتفاقم الأوضاع الإنسانية، ما يهدد استقرار المنطقة بأسرها. وتعكس دعوة مجلس الأمن الدولي إلى إنهاء القتال والالتزام بالحلول السلمية حرص المجتمع الدولي على دعم السلام والتنمية في جنوب السودان، الذي يمثل أحد أكثر البلدان هشاشة في العالم.

ويأمل مجلس الأمن أن تثمر هذه الخطوة عن تقليل العنف وفتح آفاق جديدة للحوار والتعاون بين مختلف الأطراف، مما يسهم في بناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً لشعب جنوب السودان، ويعزز من جهود إعادة الإعمار والتنمية التي طال انتظارها. ويظل المجتمع الدولي ملتزماً بدعم جنوب السودان في مسيرته نحو السلام الدائم وتحقيق تطلعات شعبه في الأمن والرخاء.