اخبار العرب من المحيط للخليج

في ظل الحصار المستمر المفروض على قطاع غزة، يواجه السكان أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعاني آلاف الأطفال من سوء تغذية حاد، نتيجة القيود المشددة التي تمنع دخول الإمدادات الغذائية والطبية بشكل منتظم. هذه الأزمة تفاقمت بشكل خطير خلال الأشهر الماضية، إذ اضطر مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى تناول وجبة واحدة فقط كل يومين أو ثلاثة أيام، في مشهد يعكس حجم المعاناة التي يعيشها سكان القطاع.

ويؤكد العاملون في المجال الإنساني أن نقص الغذاء تسبب في ارتفاع معدلات الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال الذين أصبحوا الأكثر عرضة للمضاعفات الصحية الخطيرة. وقد ظهرت حالات شديدة من الهزال ونقص النمو بين الأطفال، وسط تحذيرات من أن استمرار هذه الظروف قد يؤدي إلى كارثة صحية تهدد مستقبل أجيال بأكملها. كما أظهرت التقارير أن النقص الحاد في المواد الغذائية لا يقتصر فقط على الأطفال، بل يشمل كبار السن والمرضى الذين يعتمدون على تغذية خاصة للحفاظ على حياتهم.

ومع تصاعد الأزمة، تتزايد المطالبات بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء هذه المعاناة، وضمان وصول الإمدادات الأساسية إلى القطاع دون أي عراقيل. ويشدد المسؤولون الإنسانيون على أن منع دخول المساعدات يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، إذ يُحرم السكان من حقهم الأساسي في الحصول على الغذاء والدواء، مما يزيد من تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية داخل غزة.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يبقى السؤال المطروح حول مدى قدرة المجتمع الدولي على التدخل الفوري لإنهاء الحصار وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون أي قيود، وما إذا كانت هناك خطوات فعلية ستُتخذ لحماية المدنيين من هذه الكارثة. الأيام القادمة ستكشف مدى استجابة الدول والمنظمات الدولية لهذه الأزمة، وما إذا كان سيتم اتخاذ تدابير عاجلة لإنقاذ سكان غزة من الوضع الإنساني المتدهور