اخبار العرب من المحيط للخليج

تشهد منطقة كشمير تصعيدًا جديدًا في التوتر بين الهند وباكستان، مما يضع الصين في موقف حساس بين دعم حليفتها التقليدية باكستان، ومحاولة الحفاظ على الاستقرار الإقليمي في جنوب آسيا. هذه الأزمة تأتي في ظل تصاعد المواجهات العسكرية بين الهند وباكستان، حيث شهدت المنطقة هجومًا مسلحًا أسفر عن سقوط عدد من الضحايا، مما دفع الطرفين إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية، وسط مخاوف دولية من تفاقم النزاع وتحوله إلى مواجهة أوسع.

وتعد الصين طرفًا رئيسيًا في هذه المعادلة المعقدة، حيث تربطها علاقات استراتيجية قوية مع باكستان، تشمل التعاون العسكري والاقتصادي، خاصة من خلال مشروع الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني، الذي يشكل جزءًا أساسيًا من مبادرة الحزام والطريق. في المقابل، تواجه الصين تحديات في علاقتها مع الهند، حيث شهدت السنوات الأخيرة توترات حدودية بين البلدين، أبرزها المواجهات العسكرية في منطقة لاداخ عام 2020، مما جعل بكين حريصة على عدم تأجيج الصراع مع نيودلهي، لتجنب فتح جبهات جديدة على حدودها الشرقية.

وقد دعت الصين إلى ضبط النفس بين الطرفين، مطالبة بإجراء تحقيق محايد حول الهجوم الأخير في كشمير، ووقف الاتهامات المتبادلة بين الهند وباكستان. كما أكدت بكين أنها تدعم الحلول الدبلوماسية لتسوية النزاع، مشددة على ضرورة الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، خاصة أن أي مواجهة بين دولتين نوويتين مثل الهند وباكستان قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على المنطقة بأكملها.

ويرى مراقبون أن موقف الصين يميل ضمنيًا إلى دعم باكستان، حيث أكدت تصريحات المسؤولين الصينيين أن بكين تدرك المخاوف الأمنية المشروعة لإسلام آباد، وتدعمها في حماية سيادتها ومصالحها الأمنية. ومع ذلك، تسعى الصين إلى الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها مع الهند، حيث تدرك أن استمرار التوتر مع نيودلهي قد يفتح جبهات معقدة على حدودها، خاصة في ظل النزاع الحدودي التاريخي بين البلدين.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال المطروح حول مدى قدرة الصين على إدارة هذا التوازن الصعب بين دعم باكستان والحفاظ على علاقاتها مع الهند، وما إذا كانت ستتمكن من لعب دور الوسيط لتهدئة التوترات، أم ستجد نفسها مضطرة لاتخاذ موقف أكثر وضوحًا في النزاع. الأيام القادمة ستكشف المزيد من التفاصيل حول تأثير هذه الأزمة على المشهد السياسي في جنوب آسيا، ومدى قدرة الصين على الحفاظ على استقرار المنطقة دون الانحياز لطرف على حساب الآخر.