شهدت العلاقات بين الهند وإسرائيل تحولًا جذريًا على مدار العقود الماضية، حيث انتقلت من حالة التردد والبطء إلى انفتاح واسع في عهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي فتح أبواب نيودلهي أمام تل أبيب على مصراعيها، ليؤسس لمرحلة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري بين البلدين. هذا التحول لم يكن مجرد تغيير دبلوماسي، بل جاء على أنقاض مرحلة طويلة من الحذر الذي فرضته الهند على علاقاتها مع إسرائيل، مراعاة لمواقفها التقليدية تجاه القضية الفلسطينية ولارتباطاتها التاريخية بالعالم العربي.
في العقود الأولى بعد استقلال الهند عام 1947، اتسمت سياستها الخارجية بالحذر تجاه إسرائيل، حيث فضّلت نيودلهي دعم القضية الفلسطينية، متبنية موقفًا متماشيًا مع توجهات دول عدم الانحياز. ورغم اعتراف الهند بإسرائيل عام 1950، إلا أن العلاقات بين البلدين ظلت محدودة، حيث تجنبت الحكومات الهندية المتعاقبة إقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها، خشية التأثير على علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية، التي كانت تمثل شريكًا اقتصاديًا واستراتيجيًا مهمًا للهند.
لكن مع تغير المشهد السياسي العالمي، بدأت الهند في مراجعة موقفها تدريجيًا، خاصة مع تصاعد التحديات الأمنية التي واجهتها، واحتياجها إلى تعزيز قدراتها الدفاعية والتكنولوجية. في عام 1992، اتخذت الهند خطوة كبيرة نحو التطبيع الكامل، حيث أقامت علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، مما فتح الباب أمام تعاون واسع في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والزراعة. ومع ذلك، ظل هذا التعاون محكومًا بقيود سياسية، حيث حرصت الحكومات الهندية على الحفاظ على توازن دقيق بين علاقاتها مع إسرائيل ودعمها للقضية الفلسطينية.
التحول الحقيقي جاء مع وصول ناريندرا مودي إلى السلطة عام 2014، حيث تبنى نهجًا أكثر انفتاحًا تجاه إسرائيل، متجاوزًا الاعتبارات التقليدية التي كانت تحكم السياسة الهندية في هذا الملف. في عام 2017، أصبح مودي أول رئيس وزراء هندي يزور إسرائيل رسميًا، في خطوة اعتُبرت إعلانًا واضحًا عن مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين. خلال زيارته، تم توقيع العديد من الاتفاقيات في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والابتكار، مما عزز التعاون بين الجانبين بشكل غير مسبوق.
اليوم، أصبحت الهند واحدة من أكبر شركاء إسرائيل في مجالات الدفاع والتكنولوجيا، حيث تستورد معدات عسكرية متطورة، وتشارك في مشاريع بحثية مشتركة، كما توسعت العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خاصة في مجالات الزراعة والتكنولوجيا المتقدمة. هذا التحول يعكس تغيرًا جوهريًا في السياسة الهندية، حيث لم تعد نيودلهي ترى في علاقتها مع إسرائيل عائقًا أمام مصالحها الإقليمية، بل باتت تعتبرها جزءًا من استراتيجيتها لتعزيز نفوذها العالمي.
ورغم هذا التقارب، لا تزال الهند تحاول الحفاظ على علاقاتها مع الدول العربية، حيث تؤكد دعمها لحل الدولتين في القضية الفلسطينية، وتواصل التعاون الاقتصادي والدبلوماسي مع العالم العربي. ومع ذلك، فإن التطبيع السريع مع إسرائيل يعكس واقعًا جديدًا في السياسة الهندية، حيث باتت المصالح الاستراتيجية والاقتصادية تلعب دورًا أكبر في تحديد توجهاتها الخارجية، بعيدًا عن الاعتبارات الأيديولوجية التي كانت تحكمها في الماضي.
بهذا التحول، تكون الهند قد أعادت رسم خريطة علاقاتها الدولية، متجاوزة الحذر التقليدي الذي كان يميز سياستها تجاه إسرائيل، لتدخل مرحلة جديدة من التعاون الذي يعكس مصالحها المتغيرة في عالم يشهد تحولات جيوسياسية متسارعة.
تشهد الأوساط الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية حالة من الاستنفار الحذر، بعد الكشف عن وجود استعدادات جارية…
في تحذير شديد اللهجة يعكس حجم القلق العميق داخل أروقة صناع القرار في واشنطن، أطلقت…
أكد مسؤول رفيع في قطاع الطاقة العراقي أن الشركات النفطية الأجنبية العاملة داخل البلاد تواصل…
في خطوة تعكس القلق المتزايد إزاء الأوضاع الأمنية المتوترة في المنطقة، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية…
أعلنت القوات المسلحة الإيرانية عن انطلاق سلسلة من المناورات العسكرية الواسعة التي تشمل وحدات مختلفة…
أصدرت السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد تحذيرًا عاجلًا لمواطنيها، دعتهم فيه إلى تجنب السفر…