اخبار العرب من المحيط للخليج

في مقابلة حصرية مع شبكة “إن بي سي نيوز”، تحدث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن مستقبله السياسي، معترفاً بوجود قيود دستورية تحول دون سعيه لولاية رئاسية ثالثة، لكنه أبدى تفاؤله بقضاء أربع سنوات رائعة في حالة فوزه بالانتخابات القادمة. وأوضح ترامب خلال اللقاء الذي جرى في فلوريدا أن الدستور الأمريكي يفرض حدوداً واضحة على عدد الفترات الرئاسية، وهو ما يجعله يتفهم عدم إمكانية الترشح لولاية ثالثة بشكل مباشر، لكنه أشار إلى وجود “طرق أخرى” قد تسمح له بالبقاء في المشهد السياسي، دون أن يفصح عن تفاصيل هذه الخيارات.

ترامب أكد أنه لا يفكر حالياً بشكل جدي في الترشح لولاية ثالثة، مشدداً على رغبته في تسليم السلطة لشخص يفضل أن يكون من الحزب الجمهوري، معبراً عن ثقته في وجود العديد من المرشحين الجيدين داخل حزبه، مثل نائبه جاي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، اللذين وصفهما بـ”الأشخاص الرائعين واللامعين”. وأضاف أنه يتطلع إلى أن تكون فترة رئاسته القادمة مليئة بالإنجازات، وأن يسلم البلاد إلى خليفة قادر على دفعها قدماً.

في سياق آخر، تناول ترامب في المقابلة عدة ملفات سياسية واقتصادية، من بينها الملف النووي الإيراني والحرب في أوكرانيا، حيث أجاب عن تساؤلات بشأن جهوده في هذه القضايا، مؤكداً أنه يسعى لتحقيق مصالح الولايات المتحدة في ظل تحديات دولية معقدة. كما تحدث عن السياسة النقدية الأمريكية، مشدداً على ضرورة خفض معدلات الفائدة التي يراها مرتفعة، معتبراً أن رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول “متصلب جداً” لكنه لن يقيله قبل انتهاء ولايته في 2026.

الحديث عن التزامه بالدستور أثار جدلاً، حيث قال ترامب إنه “لا يعرف” ما إذا كان عليه الالتزام الكامل بالدستور، معتبراً نفسه ليس رجل قانون ولا يملك كل الأجوبة القانونية، وهو ما أثار تساؤلات حول موقفه من القوانين التي تحكم عمل الرئاسة. ورغم ذلك، أكد أنه يحترم المؤسسات الأمريكية ويريد الأفضل للبلاد.

ترامب أيضاً رفض استبعاد إمكانية جعل بعض الرسوم الجمركية التي فرضها على الدول الأجنبية دائمة، مشيراً إلى أن ذلك قد يشجع الشركات على الاستثمار داخل الولايات المتحدة بدلاً من الخارج. وأقر بأنه كان صارماً مع الصين في ملف التجارة، لكنه أشار إلى أن بكين تسعى الآن للتوصل إلى اتفاق تجاري عادل.

في المجمل، تعكس تصريحات ترامب في هذه المقابلة مزيجاً من الواقعية السياسية والتطلع إلى مستقبل قد يحمل تحديات جديدة، مع استمرار تأثيره الكبير داخل الحزب الجمهوري وعلى الساحة السياسية الأمريكية، رغم القيود الدستورية التي تحكم عدد الفترات الرئاسية.