اخبار العرب من المحيط للخليج

 
أثار الرئيس الأمريكي السابق حالة من الجدل الواسع على منصات التواصل الاجتماعي بعد أن نشر صورة له تم إنشاؤها بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، يظهر فيها مرتدياً زي بابا الفاتيكان الأبيض التقليدي، وذلك عبر حسابه على منصة خاصة به دون أي تعليق أو توضيح يرافق الصورة. هذه الخطوة جاءت بعد أيام قليلة من وفاة البابا فرنسيس، الحبر الأعظم السابق، مما جعل الصورة تثير ردود فعل متباينة بين متابعيه ومستخدمي الإنترنت، حيث رأى البعض في الأمر مزحة ساخرة تعكس حسه الفكاهي، بينما اعتبرها آخرون تصرفاً مستفزاً ومسيئاً لمشاعر الملايين من الكاثوليك حول العالم.

وكان الرئيس السابق قد أدلى بتصريحات مازحة في وقت سابق، أعرب فيها عن رغبته في أن يصبح البابا القادم، قائلاً إنه سيكون “خياراً أول” لمنصب الحبر الأعظم، وهو ما أضاف إلى حدة التفاعل حول الصورة المنشورة. وقد حضر مراسم جنازة البابا الراحل في ساحة القديس بطرس، حيث التقى بعدد من قادة الدول، لكن نشره لهذه الصورة دون أي تعليق رسمي أو توضيح جعلها محط نقاش واسع بين مؤيدين ومعارضين، إذ اعتبرها البعض تعبيراً عن طرافة سياسية، بينما انتقدها آخرون بشدة معتبرين أنها تتجاوز حدود الاحترام تجاه مؤسسة دينية عريقة.

الردود على هذه الصورة تنوعت بشكل كبير، فقد عبر بعض الفنانين والمعلقين عن إعجابهم بحس الدعابة الذي أظهره الرئيس السابق، بينما سخرت شخصيات سياسية ومدافعة عن القيم الدينية من هذا التصرف، معتبرين أن نشر صورة تمثل شخصية دينية هامة بهذه الطريقة قد يثير انقسامات ويؤثر سلباً على المشاعر الدينية للمؤمنين. كما أن بعض المسؤولين المقربين من الرئيس السابق أظهروا حساً فكاهياً مماثلاً، ما يدل على أن هذه الخطوة ربما كانت مقصودة لإثارة ردود فعل إعلامية وشعبية.

وتأتي هذه الحادثة في وقت تستعد فيه الكنيسة الكاثوليكية لعقد مجمع الكرادلة لاختيار بابا جديد خلفاً للبابا الراحل، وسط ترقب عالمي واسع لهذا الحدث الذي يحدد مستقبل قيادة الفاتيكان. ويُذكر أن انتخاب البابا يتطلب توافقاً بين الكرادلة في جلسات سرية، ويُعلن عن النتيجة من خلال تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستينا، وهو مشهد يترقبه الملايين حول العالم.

في المجمل، يعكس نشر هذه الصورة استخدام الرئيس السابق لمنصته الرقمية في خلق جدل إعلامي يلفت الانتباه ويثير النقاش، مستفيداً من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتيح خلق صور غير حقيقية لكنها تبدو واقعية، ما يفتح باباً واسعاً للتأويلات والتفاعلات بين المتابعين. وتظل هذه الخطوة ضمن سلسلة من التصرفات التي تميز بها الرئيس السابق، والتي تجمع بين الطرافة والاستفزاز، وتثير دوماً نقاشات حادة حول حدود التعبير السياسي والشخصي في الفضاء العام.