اخبار العرب من المحيط للخليج

شهدت الضفة الغربية تصاعداً حاداً في العنف اليوم، حيث أصيبت فتاة فلسطينية خلال عملية اقتحام واسعة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة نابلس، فيما شن مستوطنون مسلحون هجمات متعددة على منازل المواطنين الفلسطينيين في مناطق غور الأردن. هذه التطورات الأمنية جاءت في أعقاب استشهاد شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت في بلدة بيتا جنوب نابلس، وإصابة 12 مواطناً فلسطينياً آخرين في سلسلة اعتداءات منفصلة نفذها مستوطنون وقوات الاحتلال في مناطق متفرقة من الضفة.

وتفصيلاً، فقد شهدت مدينة نابلس مواجهات عنيفة بعد منتصف الليل عندما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة أحياء في المدينة، حيث استخدمت القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع ورشقات الرصاص الحي تجاه المواطنين الذين حاولوا التصدي للقوات. وأسفرت هذه الاشتباكات عن إصابة فتاة فلسطينية برصاصة في ساقها، تم نقلها على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما اعتقلت القوات عدة شبان خلال الاقتحام.

وفي تطور متوازٍ، قامت مجموعات من المستوطنين المسلحين تحت حماية الجيش الإسرائيلي بمهاجمة منازل المواطنين الفلسطينيين في قرى غور الأردن، حيث ألقوا الحجارة وأطلقوا النار في الهواء وأضرموا النيران في ممتلكات المواطنين، مما تسبب في أضرار مادية كبيرة. وقد حاول المواطنون الدفاع عن ممتلكاتهم، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة أسفرت عن إصابة عدد منهم بجروح وحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.

هذه الأحداث جاءت بعد ساعات فقط من استشهاد الشاب محمد علي (22 عاماً) برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت في بلدة بيتا جنوب نابلس، حيث كانت القوات الإسرائيلية تقوم بعملية دهم وتفتيش للمنازل. وقد شهدت البلدة حالة من الغليان الشعبي بعد الاستشهاد، حيث خرج المئات في مسيرة غاضبة نددت بالجرائم الإسرائيلية.

وخلال اليوم نفسه، سُجلت إصابات 12 مواطناً فلسطينياً في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، بينهم أطفال ونساء، جراء اعتداءات منفصلة نفذها مستوطنون وقوات الاحتلال في الخليل وبيت لحم ورام الله. وقد تنوعت الإصابات بين الرصاص المطاطي والحي والحروق والكسور وحالات الاختناق، حيث تم نقل جميع المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.

هذا التصعيد الأمني يأتي في سياق سياسي متوتر تشهده الضفة الغربية، مع استمرار عمليات الاستيطان والتهويد والاعتداءات اليومية ضد المواطنين الفلسطينيين. وقد أدانت فصائل المقاومة الفلسطينية هذه الاعتداءات، محذرة من عواقب استمرار السياسات الإسرائيلية العدوانية، بينما دعا نشطاء حقوقيون المجتمع الدولي للتحرك العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين.