اخبار العرب من المحيط للخليج

شنت القوات الأمريكية ثلاث غارات جوية على مديرية كتاف بمحافظة صعدة شمالي اليمن، في تصعيد جديد ضمن العمليات العسكرية التي تستهدف مواقع جماعة الحوثي في مناطق متفرقة من البلاد. هذه الغارات تأتي في إطار الحملة التي أعادت الولايات المتحدة تفعيلها منذ منتصف مارس الماضي ضد الحوثيين، بعد أوامر صدرت للرئيس الأمريكي السابق بشن هجوم واسع بهدف القضاء على الجماعة المدعومة من إيران. وتستهدف الضربات مواقع عسكرية مثل الثكنات والمخابئ والملاجئ التي تستخدمها الجماعة في صعدة، والتي تعد من أبرز معاقل الحوثيين شمال اليمن.

في الوقت نفسه، وجه وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، تهديداً مباشراً لإيران، محملاً إياها المسؤولية عن استمرار دعمها العسكري واللوجستي للحوثيين، ومؤكداً أن واشنطن سترد بقوة على أي محاولات طهران لتعزيز نفوذها في اليمن. وأوضح هيغسيث في تصريحاته أن إيران ستدفع الثمن في الوقت والمكان الذي تختاره الولايات المتحدة، في رسالة تهديد واضحة تهدف إلى ردع طهران عن مواصلة دعمها للجماعة.

وتأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التوترات الإقليمية، حيث تتهم الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراء تصعيد الحوثيين في اليمن، الذين يشنون هجمات متكررة على أهداف في البحر الأحمر وعلى مواقع داخل إسرائيل، رداً على الصراع الدائر في قطاع غزة. وفي المقابل، تؤكد جماعة الحوثي أن هجماتها هي رد طبيعي على العدوان الإسرائيلي المستمر، وتتهم واشنطن بشن أكثر من ألف غارة جوية وقصف بحري على اليمن منذ منتصف مارس، مما تسبب في سقوط مئات الضحايا المدنيين بينهم نساء وأطفال.

هذا التصعيد العسكري الأمريكي والتهديدات الموجهة لإيران تعكس تعقيد الصراع في اليمن الذي أصبح ساحة مواجهة إقليمية بين قوى إقليمية ودولية، حيث يستمر المدنيون في دفع الثمن الأكبر من هذه الحرب المستمرة، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف العنف وفتح قنوات للحوار السياسي. في الوقت نفسه، يظل الوضع الإنساني في اليمن مقلقاً للغاية بسبب استمرار الحصار والدمار الذي يطال البنية التحتية والخدمات الأساسية، مما يزيد من معاناة السكان ويهدد استقرار المنطقة بأكملها.