اخبار العرب من المحيط للخليج

أكد المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة أن استمرار إغلاق المعابر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع إلى مستويات غير مسبوقة، محذراً من أن سياسة منع إدخال المواد الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء تمثل شكلاً من أشكال الإبادة الجماعية البطيئة ضد الشعب الفلسطيني.  

وأوضح المسؤول الصحي أن القيود المشددة على حركة دخول البضائع والإمدادات الطبية عبر المعابر تسببت في تدهور خطير في القطاع الصحي، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، مما يهدد بانهيار كامل للنظام الصحي في القطاع. كما أشار إلى أن منع إدخال المواد الغذائية الأساسية والمياه النظيفة يهدد حياة آلاف المدنيين، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن الذين يعانون أصلاً من سوء التغذية والأمراض المزمنة.  

وتصاعدت التحذيرات من كارثة إنسانية شاملة في غزة مع استمرار إغلاق المعابر، حيث تؤكد التقارير أن أكثر من 80% من سكان القطاع أصبحوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية لتأمين أبسط احتياجاتهم اليومية. وقد أدى الحصار المشدد إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية، مما جعلها بعيدة عن متناول معظم الأسر التي تعاني أصلاً من الفقر المدقع بعد سنوات من الحصار والحروب المتكررة.  

وفي إطار حديثه عن سياسة الاحتلال، اتهم المسؤول الصحي إسرائيل بتنفيذ سياسة ممنهجة لـ”إبادة النسل الفلسطيني” من خلال حرمان الأطفال من الغذاء الكافي والرعاية الصحية اللازمة، مما يؤدي إلى انتشار أمراض سوء التغذية وتأخر النمو بين الأطفال، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين المواليد الجدد بسبب نقص الرعاية الطبية.  

كما حذر من أن استمرار هذه السياسة قد يؤدي إلى تفشي الأوبئة والأمراض المعدية في القطاع، حيث يعاني النظام الصحي من عدم القدرة على توفير أبسط شروط الصحة العامة، مع انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة ونقص مياه الشرب النظيفة. وأكد أن الأوضاع وصلت إلى مرحلة لا يمكن وصفها إلا بالكارثة الإنسانية التي تتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي.  

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية منذ سنوات، حيث يجتمع الحصار المشدد مع تدهور اقتصادي حاد وانهيار في البنية التحتية، مما يضع السكان المدنيين أمام خيارات صعبة للبقاء على قيد الحياة. ويبقى السؤال الأكبر: إلى متى سيستمر العالم في الصمت أمام هذه المعاناة اليومية لأهالي غزة؟