اخبار العرب من المحيط للخليج

أعلنت شركة فيرجن أتلانتيك البريطانية بشكل رسمي إغلاق خطها الجوي المباشر بين لندن وتل أبيب، مؤكدة أنها لن تعود للعمل في إسرائيل، وذلك في خطوة تعكس تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة وتأثيرها على قطاع الطيران الدولي. جاء هذا القرار بعد تعليق مؤقت للرحلات استمر منذ أواخر العام الماضي نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية، وخاصة بعد اندلاع المواجهات العسكرية في قطاع غزة وتصاعد الهجمات الصاروخية على مناطق مختلفة داخل إسرائيل.

الشركة أوضحت أن قرار إغلاق الخط الجوي جاء بعد دراسة متأنية للوضع الأمني والتشغيلي، مع وضع سلامة المسافرين وطاقم الطيران في المقام الأول، إلى جانب تقييم الأوضاع الاقتصادية التي أثرت على جدوى استمرار الرحلات. وأشارت إلى أنها ستتيح للمسافرين الذين حجزوا رحلاتهم استرداد أموالهم كاملة، مع إلغاء الرحلات بشكل رسمي اعتبارًا من مايو المقبل، حيث ستظهر الإلغاءات في حسابات الحجز الخاصة بالعملاء.

يأتي قرار فيرجن أتلانتيك ضمن موجة متزايدة من شركات الطيران العالمية التي قررت تعليق أو إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل، في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار والتوتر في الشرق الأوسط. ومن بين هذه الشركات التي أعلنت عن تعليق رحلاتها مؤخرًا، مجموعة لوفتهانزا الألمانية، وأيبيريا إكسبريس الإسبانية، والخطوط الجوية الفرنسية، بالإضافة إلى شركة أميركان إيرلاينز التي ألغت رحلاتها حتى سبتمبر المقبل. هذا التراجع في حركة الطيران أدى إلى ضربة اقتصادية كبيرة لقطاع الطيران الإسرائيلي، حيث انخفض عدد شركات الطيران الأجنبية التي تعمل على خطوط إسرائيل إلى حوالي 20 شركة فقط، مقارنة بـ150 شركة قبل اندلاع النزاع في أكتوبر من العام الماضي.

هذا الانسحاب الجماعي لشركات الطيران الأجنبية يعكس حالة العزلة التجارية التي تواجهها إسرائيل في الوقت الراهن، مع توقف الرحلات المباشرة بين تل أبيب وعشرات المدن الكبرى حول العالم، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد الإسرائيلي وعلى حركة السياحة والاستثمار. كما يعكس القرار تحولات كبيرة في توجهات شركات الطيران العالمية التي تضع السلامة والأمن في مقدمة أولوياتها، خاصة في ظل تصاعد المخاطر الأمنية في المنطقة.

يُذكر أن مؤسس شركة فيرجن أتلانتيك، السير ريتشارد برانسون، كان قد عبر سابقًا عن قلقه من السياسات المتقلبة لبعض القادة العالميين وتأثيرها السلبي على الأعمال التجارية، مما يعكس موقف الشركة من المخاطر التي قد تواجهها في مناطق النزاع. ويأتي قرار إغلاق الخط الجوي إلى تل أبيب في إطار مراجعة شاملة لشبكة خطوط الشركة، بهدف ضمان استمرارية العمل في بيئات أكثر أمانًا واستقرارًا.

في المجمل، يعكس هذا القرار واقعًا جديدًا في قطاع الطيران الدولي المتأثر بالتوترات السياسية والأمنية، ويؤكد على أهمية الاستقرار السياسي والأمني كعامل رئيسي في دعم حركة النقل الجوي والتبادل التجاري بين الدول. كما يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها إسرائيل في الحفاظ على روابطها الاقتصادية والسياحية مع العالم في ظل الأزمات المتكررة في المنطقة.