Categories: سياسة

توجه إسرائيلي لإلغاء فئة الـ200 شيكل في غزة يثير مخاوف واسعة من تداعيات اقتصادية واجتماعية على سكان القطاع

 
أثار إعلان الحكومة الإسرائيلية، وبالتحديد وزير الخارجية جدعون ساعر، عن نيته إلغاء التداول القانوني لفئة الأوراق النقدية من 200 شيكل في قطاع غزة، قلقًا بالغًا بين سكان القطاع المحاصر، حيث يعتبر هذا الإجراء جزءًا من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى توجيه ضربة اقتصادية قاسية لحركة حماس التي تسيطر على غزة. ويستند هذا القرار إلى تقديرات تفيد بأن حماس تحتفظ بحوالي 80% من سيولتها النقدية في هذه الفئة من العملة، والتي تستخدمها في دفع رواتب عناصرها وتمويل عملياتها المختلفة.

تأتي هذه الخطوة في إطار ما وصفه ساعر بـ”الحرب الاقتصادية الشاملة” ضد حماس، حيث يرى أن إلغاء فئة الـ200 شيكل سيؤدي إلى صعوبة كبيرة في دفع الرواتب، وتقليص القدرة على التجنيد، وتقويض الأداء اللوجستي للحركة، مما يضعف من قدرتها على الحفاظ على ولاء أتباعها واستمرار نشاطها العسكري والإداري. وقد اقترح ساعر أن تبدأ الخطوة بإلغاء التداول القانوني لسلاسل محددة من هذه الفئة التي تم ضخها إلى القطاع خلال السنوات الماضية، في محاولة لاستهداف موارد التمويل بشكل مباشر.

هذا الإعلان أثار حالة من القلق بين المواطنين والتجار في غزة، الذين يخشون أن يؤدي إلغاء هذه الفئة النقدية إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية المتدهورة أصلاً في القطاع، حيث يعاني السكان من حصار مستمر وقيود مشددة على الحركة والتجارة. ويخشى الكثيرون من أن يؤدي هذا الإجراء إلى زيادة التضخم، وتراجع القدرة الشرائية، وارتفاع الأسعار، مما سيزيد من معاناة السكان ويؤثر سلبًا على الحياة اليومية.

من جانب آخر، رد بنك إسرائيل على المقترح برفضه، مؤكدًا أن صلاحية إلغاء الأوراق النقدية تعود إلى محافظ البنك، وأن المقترحات التي طرحت لم تلبِ المعايير المهنية المطلوبة ولم يتم التنسيق معها بشكل رسمي، مما يعني أن الورقة النقدية من فئة 200 شيكل ستظل متداولة كالمعتاد حتى إشعار آخر. ورغم ذلك، فإن استمرار الضغط السياسي من قبل بعض المسؤولين الإسرائيليين يجعل هذا الموضوع محل متابعة مستمرة.

في ظل هذه التطورات، يرى الخبراء الاقتصاديون أن تنفيذ مثل هذه الخطوة سيكون معقدًا وصعب التطبيق، خاصة مع وجود تداول نقدي واسع النطاق لا يخضع لمراقبة دقيقة للأرقام التسلسلية، مما قد يقلل من فعالية الإجراء في تحقيق أهدافه. كما أن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، مما يثير مخاوف دولية بشأن تأثيرها على المدنيين.

بالمجمل، يعكس هذا التوجه الإسرائيلي تصعيدًا في الحرب الاقتصادية ضد غزة، التي تتزامن مع استمرار العمليات العسكرية والتوترات المتزايدة في المنطقة. ويؤكد هذا المشهد على هشاشة الوضع الاقتصادي والاجتماعي في القطاع، وعلى حجم التحديات التي تواجه السكان في ظل الحصار والقيود المفروضة، مما يجعل من الضروري وجود حلول سياسية وإنسانية عاجلة لتفادي تفاقم الأزمات.

في النهاية، يبقى ملف العملة في غزة نقطة حساسة تعكس الصراع المستمر بين الأطراف، حيث تتداخل الأبعاد الاقتصادية مع السياسية، ويظل السكان هم الأكثر تضررًا من هذه السياسات التي تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية ومستقبلهم.

AddThis Website Tools
admin

Recent Posts

ترامب يهدد بتطبيق قانون التمرد في حال حدوث أي انتفاضة في كاليفورنيا وسط تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية

في تصريحات مثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنه في حال وقوع أي…

19 ساعة ago

صفارات الإنذار تدوي في مئات المواقع وسط إسرائيل وسط تصاعد التوترات الأمنية وتحذيرات من هجمات محتملة

شهدت المناطق الوسطى في إسرائيل حالة من الهلع والقلق بعد دوي صفارات الإنذار في مئات…

19 ساعة ago

لجنة الإشراف تطلب من الجيش اللبناني إجراء كشف ميداني على مبنى في منطقة السانت تيريز وسط إجراءات أمنية مشددة

في ظل الأوضاع الأمنية الدقيقة التي تعيشها العاصمة اللبنانية بيروت، تقدمت لجنة الإشراف المعنية بمتابعة…

19 ساعة ago

مبعوث ترامب يحذر من تعرض فاروق الشرع لخطر الاغتيال وسط تصاعد التوترات السياسية في سوريا

أثار مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط جدلاً واسعاً بعد تصريحاته الأخيرة…

19 ساعة ago

وزير الخارجية الإسرائيلي يرد بقوة على العقوبات البريطانية المفروضة على سموتريتش وبن غفير: الانتداب البريطاني على إسرائيل انتهى ولن يعود أبداً

في رد حازم ومباشر على العقوبات التي فرضتها بريطانيا على الوزيرين الإسرائيليين إيليت سموتريتش وإيتمار…

19 ساعة ago

الدول الغربية تقدم مشروع قرار ضد إيران أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسط تصاعد التوترات النووية

قدمت مجموعة من الدول الغربية، في خطوة دبلوماسية مهمة، مشروع قرار رسمي أمام مجلس محافظي…

19 ساعة ago