في أول ظهور رسمي له أمام مجلس الأمن الدولي بعد التغيرات السياسية التي شهدتها سوريا، ألقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، كلمة حملت رسائل قوية ومطالب واضحة تعكس رؤية الحكومة السورية الجديدة تجاه قضايا وطنه الإقليمية والدولية. بدأ الشيباني كلمته برفع العلم السوري الجديد أمام الأمم المتحدة، مؤكداً أن هذا العلم ليس مجرد رمز بل إعلان عن وجود جديد ينبع من رحم المعاناة، ويجسد مستقبل سوريا الذي ينبثق من الصمود والتغيير بعد سنوات طويلة من الألم والصراع. وأوضح أن سوريا الجديدة تسعى إلى السلام والاستقرار، وأنها ملتزمة بعدم تشكيل تهديد لأي دولة في المنطقة والعالم، بما في ذلك إسرائيل، مشدداً على ضرورة ممارسة مجلس الأمن الدولي الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي السورية، خاصة من المنطقة العازلة في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1974، والتي تشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية وتهديداً للاستقرار الإقليمي.
كما طالب الشيباني برفع كافة العقوبات التي فرضت على سوريا خلال السنوات الماضية، معتبراً أن استمرار هذه العقوبات يشكل عقبة رئيسية أمام إعادة بناء البلاد وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويمنع تدفق رؤوس الأموال والخبرات التي تحتاجها سوريا لتجاوز ماضيها المظلم والتحول إلى شريك فاعل في السلام والازدهار والاقتصاد الدولي. وأكد أن رفع العقوبات سيكون خطوة حاسمة تمكن سوريا من الانخراط بشكل إيجابي في المجتمع الدولي، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون والتنمية. ولفت إلى التعاون البناء الذي أظهرته الحكومة السورية مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مشيراً إلى أن الأفعال السورية تعكس التزامها بالقوانين الدولية، وأنها تسعى إلى بناء مستقبل أفضل لشعبها.
وأشار الشيباني إلى الجهود التي تبذلها الحكومة لإعادة دمج المناطق المختلفة في سوريا، خاصة شمال شرق البلاد، من خلال اتفاقيات تفاوضية مع الأطراف الكردية، وتشكيل لجان مشتركة تهدف إلى تحقيق التهدئة العسكرية وتطوير التوافقات الأمنية والتعليمية والطاقة، مما يعكس رغبة حقيقية في تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة الاستقرار. كما عبر عن شكره للدول التي دعمت سوريا خلال هذه المرحلة، وأشاد بالدول التي بدأت في رفع العقوبات وإعادة فتح سفاراتها، معتبراً أن هذه الخطوات تعكس إدراكاً لأهمية نجاح سوريا في تحقيق السلام والاستقرار.
في الوقت نفسه، شهدت الجلسة مواقف متباينة من بعض الدول، حيث أبدت الولايات المتحدة تحفظاتها على مشاركة الشيباني، مشددة على ضرورة أن تتخذ الحكومة السورية خطوات إضافية نحو مكافحة الإرهاب واحترام حقوق الإنسان، مع التأكيد على استمرار الضغط الدولي لضمان تحقيق هذه الأهداف. وأكدت واشنطن على أهمية تشكيل حكومة مؤقتة تمثل كافة أطياف الشعب السوري، وتلتزم بسياسات واضحة تجاه الإرهاب وعدم التدخل في شؤون الدول المجاورة.
تأتي كلمة الشيباني في وقت حساس تشهد فيه سوريا تحولات سياسية مهمة، حيث يسعى المجتمع الدولي إلى دعم عملية انتقالية شاملة تتيح لجميع السوريين المشاركة في رسم مستقبل بلادهم، مع التركيز على مكافحة التطرف وتحقيق العدالة الانتقالية. ويأمل السوريون أن تكون هذه المرحلة بداية جديدة تفتح الباب أمام السلام والتنمية، بعيداً عن سنوات الصراع والدمار التي عصفت بالبلاد. وتظل مطالب رفع العقوبات والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي السورية من أبرز القضايا التي تضعها الحكومة السورية على طاولة الحوار الدولي، في محاولة لاستعادة سيادة البلاد وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
شنت القوات الأمريكية ثلاث غارات جوية على مديرية كتاف بمحافظة صعدة شمالي اليمن، في تصعيد…
اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس الشرقية المحتلة، تحت حماية…
في تحليل معمق للمشهد السياسي الراهن في تونس، يسلط الباحث والإعلامي جمال الطاهر الضوء على…
يرى محللون وخبراء سياسيون أن التدخلات الإسرائيلية المتصاعدة في كل من دمشق وبيروت ليست مجرد…
رفع طلاب من جامعة تكساس دعوى قضائية ضد الجامعة وحاكم ولاية تكساس، جريج أبوت، متهمين…
أصدر المعهد الوطني لدراسات الأمن القومي الإسرائيلي تقريراً جديداً يكشف حجم الخسائر البشرية التي تكبدتها…