أقرّ مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بتحسُّنٍ لافتٍ في قدرات جماعة الحوثي على إسقاط الطائرات المسيرة الأمريكية فوق الأجواء اليمنية، حيث تمكّنت الجماعة من إسقاط ثلاث طائرات من طراز “ريبر” خلال أسبوعٍ واحدٍ فقط، في مؤشرٍ على تطورٍ نوعيٍّ في منظومات الدفاع الجوي الحوثية. هذه الخسائر التي تُقدّر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات، تكشف عن تحوّلٍ جذريٍّ في موازين القوى الجوية بالمنطقة، حيث لم تعد الطائرات الأمريكية المتطورة بمنأى عن التهديدات، خاصةً مع تطوير الحوثيين لتقنياتٍ محليةٍ قادرةٍ على اختراق أنظمة التمويه الإلكتروني للطائرات.
البيانات العسكرية الأمريكية تشير إلى أن الحوثيين أسقطوا سبع طائرات مسيرة من طراز “إم كيو-9 ريبر” خلال أقل من ستة أسابيع، بقيمةٍ إجماليةٍ تخطّت 200 مليون دولار، مما يُعدّ أكبر خسارةٍ ماديةٍ تتكبّدها واشنطن في مواجهاتها الجوية خلال السنوات الأخيرة. التطور الأبرز يتمثّل في قدرة الجماعة على استهداف هذه الطائرات التي تُعتبر من بين الأكثر تطوراً في العالم، حيث تُستخدم عادةً في عمليات الاستطلاع الطويلة المدى والضربات الدقيقة، مما يُشكّل ضربةً لاستراتيجية الردع الأمريكية في المنطقة.
الخبراء العسكريون يُرجعون هذا التحوّل إلى عدة عوامل، أبرزها اعتماد الحوثيين على شبكات رادارات محلية الصنع تمت برمجتها لتتبع الأنماط التشغيلية للطائرات الأمريكية، إضافةً إلى استخدام أنظمة تشويش إلكتروني متطورة قادرة على اختراق أنظمة الاتصال بين الطائرات ومحطات التحكم الأرضية. كما لجأت الجماعة إلى تكتيكاتٍ جديدةٍ تعتمد على نشر وحدات صواريخ أرض-جو خفيفة الحركة في مناطق متفرقة، مما يصعّب مهمة الطائرات الأمريكية في تحديد مواقعها مسبقاً.
هذه التطورات لم تقتصر على الجانب العسكري، بل امتدت آثارها إلى المعادلة السياسية، حيث تُظهر البيانات أن كل طائرة مسيرة أسقطت تُعادل خسارةً استخباراتيةً فادحةً لواشنطن، خاصةً مع اعتماد البنتاغون على هذه الطائرات في مراقبة تحركات الجماعة وتوجيه الضربات الدقيقة. الوضع الحالي يُنذر بتحوّل اليمن إلى ساحة اختبارٍ حقيقيةٍ لأنظمة الدفاع الجوي غير التقليدية، في وقتٍ تعاني فيه الاستراتيجية الأمريكية من تراجعٍ واضحٍ في القدرة على حماية أصولها التكنولوجية الأكثر تطوراً.
المفارقة تكمن في أن هذه الخسائر المتتالية تحدث رغم التفوق التقني الأمريكي الساحق، مما يطرح أسئلةً جوهريةً حول جدوى الاستراتيجيات العسكرية التقليدية في مواجهة تهديداتٍ غير متماثلةٍ تعتمد على الابتكار التكتيكي. المشهد اليمني اليوم لم يعد مجرد صراعٍ محلي، بل تحوّل إلى مختبرٍ حيٍّ لإعادة تعريف موازين القوى في الحروب الجوية الحديثة، حيث تُختبر فيه قدرات الجيوش النظامية ضد مليشيات تمتلك أدواتٍ هجينةً تجمع بين التكنولوجيا المتوسطة والاستراتيجيات غير التقليدية.
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن فرض حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية والمالية التي تستهدف كيانات…
أعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا عن تقديره العميق للقرار التاريخي الذي أصدره المجلس الأعلى…
في تصريح أثار جدلاً واسعاً على الساحة السياسية، أعلن وزير المالية الإسرائيلي عن وجود خطة…
في تصريحات رسمية تعكس الموقف الحذر والمتوازن للولايات المتحدة تجاه الملف النووي الإيراني، أكد وزير…
في مشهد يعكس عمق الروحانية والتقاليد الدينية العريقة التي تحتفي بها سوريا في عيد الأضحى…
في لحظة مميزة ومليئة بالمشاعر الوطنية العميقة، ظهر ملك الأردن مرتدياً قميص المنتخب الوطني لكرة…