اخبار العرب من المحيط للخليج

أعلن مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة عن نفاد جميع المستلزمات الطبية الأساسية من المخازن، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار الشامل الذي يمنع وصول الإمدادات الطبية والدوائية إلى القطاع. وأكد أن النظام الصحي في غزة أصبح على حافة الانهيار التام، مع توقف معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل بسبب نقص المعدات والأدوية والوقود، مما يعرض حياة آلاف المرضى والجرحى للخطر المباشر.  

وأوضح مدير الإغاثة الطبية أن الكميات المتبقية من الأدوية والمستلزمات الطبية لم تعد تكفي حتى لتغطية الحالات الطارئة، حيث تم استهلاك كل الاحتياطيات خلال الأشهر الماضية دون القدرة على تجديدها بسبب إغلاق المعابر وفرض القيود على دخول المساعدات الإنسانية. وأشار إلى أن الأقسام الطبية تعمل حالياً بأقل من 10% من طاقتها الأساسية، بينما تعاني غرف العمليات من شح حاد في المواد التخديرية والمطهرات، مما يجعل إجراء الجراحات المنقذة للحياة أمراً شبه مستحيل.  

كما حذر من تفاقم الأوضاع في ظل استمرار القصف الإسرائيلي المكثف، الذي يزيد أعداد الضحايا يومياً، بينما لا يوجد أي قدرة على استيعاب المزيد من الجرحى في المستشفيات التي تعمل فوق طاقتها منذ أشهر. وأضاف أن نقص المحاليل الوريدية والمضادات الحيوية أدى إلى انتشار العدوى بين المرضى، خاصة في أقسام الحروق والجراحة، حيث أصبحت الإصابات البسيطة تتحول إلى تهديد مباشر للحياة بسبب عدم توفر العلاج المناسب.  

وفي ظل هذه الكارثة الإنسانية، ناشد مدير الإغاثة الطبية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى من القطاع الصحي في غزة، مطالباً بفتح المعابر بشكل دائم لإدخال الإمدادات الطبية والأدوية الضرورية، وإعادة تشغيل المستشفيات التي توقفت عن العمل. كما أكد على ضرورة توفير وقود الطوارئ للمراكز الصحية التي تعتمد على المولدات الكهربائية بعد انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه كامل عن القطاع.  

وتأتي هذه التحذيرات في وقت تشهد فيه غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، حيث يعاني أكثر من مليوني مواطن من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة، بينما تتهاوى البنية التحتية للخدمات الأساسية يوماً بعد يوم. ويواجه العاملون في القطاع الطبي ظروفاً كارثية في محاولتهم إنقاذ المرضى والجرحى بأقل الإمكانيات، وسط مخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض بسبب تلوث المياه وانهيار خدمات الصرف الصحي.  

ولا تزال الأصوات الدولية تنادي بضرورة وقف العدوان فوراً ورفع الحصار عن غزة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، لكن دون أي استجابة فعلية على الأرض، مما يزيد من معاناة السكان الذين يعيشون تحت القصف اليومي دون مأوى أو رعاية طبية كافية. ويبقى مصير آلاف المرضى، خاصة الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، معلقاً في ظل انهيار النظام الصحي وعدم وجود حلول عاجلة على الأفق.